اشتباكات بين حرس الحدود الأردني ومهربي مخدرات عند الحدود مع سوريا
طائرات مروحية أردنية تجاوزت الحدود السورية خلال الاشتباكات مع مهربي المخدرات.
اندلعت اشتباكات عنيفة عند الحدود السورية – الأردنية، ليلة أمس الأحد، بين حرس الحدود الأردني ومجموعات من مهربي المخدرات، أُصيب خلالها عناصر من الجيش الأردني، الذي لاحق المهربين إلى عمق الأراضي السورية.
وأفادت شبكة “السويداء 24” المحلية، باندلاع اشتباكات عنيفة قرب الحدود مع الأردن، جنوب غرب بلدة ذيبين، عند الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء ودرعا.
وأضافت الشبكة، أن الاشتباكات استمرت ساعة كاملة، بين حرس الحدود الأردني ومجموعات من مهربي المخدرات، أُصيب خلالها عناصر من حرس الحدود.
وأشارت إلى أن عدة طائرات مروحية أردنية تجاوزت الحدود السورية، وهبطت إحداها على الأرض، مرجّحة تنفيذ إنزال جوي، كما ألقى الجيش الأردني قنابل مضيئة، واستخدم رشاشات متوسطة، واستمر بعمليات تمشيط عند الحدود حتى الصباح.
وقالت الشبكة إن غزارة إطلاق النيران أوحت بوجود عدد كبير من المهربين الذين انسحبوا باتجاه العمق السوري.
وأحصت الشبكة مقتل 7 أشخاص وإصابة 9 على الأقل، من مهربي المخدرات، خلال عمليات التهريب في جنوبي سوريا، منذ مطلع العام الحالي.
وتضبط السلطات الأردنية مرات عدة كل شهر، شحنات مخدرات مهرّبة من سوريا، بهدف تصديرها إلى الخارج.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تحقيق صحفي، إن تجارة المخدرات وخاصة “الكبتاغون” تزدهر في سوريا على يد أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء، حيث بلغت قيمتها مليارات الدولارات وتصدر إلى عشرات الدول حول العالم على رأسها السعودية.
وأوضحت الصحيفة، أن سوريا تملك المقومات اللازمة لنجاح هذه التجارة بخبراء لخلط الأدوية، ومصانع لتصنيع المنتجات التي تخبأ فيها الأقراص، مع إمكانية الوصول إلى البحر المتوسط، وطرق التهريب البرية إلى الأردن ولبنان والعراق.
وأكدت أن قسماً كبيراً من ذلك يتم عبر الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام، ورجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالنظام، وميليشيا حزب الله اللبنانية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس دائرة المخدرات في مديرية الأمن العام الأردني، العقيد حسن القضاة، قوله إن “مصانع الكبتاغون موجودة في مناطق سيطرة الفرقة الرابعة وتحت حمايتها”.
وبحسب الصحيفة يقف الأردن على الخط الأمامي في حرب المخدرات الإقليمية بسبب الحدود المشتركة مع سوريا فهو بوابة للخليج، حيث ضبطت السلطات السعودية ملايين من حبوب الكبتاغون خلال الشهور الماضية بعضها قادم من لبنان والأردن.
وتقول الصحيفة إن الإصدارات الرخيصة من حبة “الكبتاغون” تباع بسعر يقل عن دولار للحبة في سوريا، فإن بيع الحبوب عالية الجودة في السعودية مقابل 14 دولارا أو أكثر للحبة.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت تقريراً وصف سوريا بأنها “دولة مخدرات”، حيث بات تصنيع مخدر “الكبتاغون” في أراضي نظام الأسد، مصدر كسب مالي كبير لاقتصاد منهار بعد سنوات الحرب والدمار، التي قتلت وهجّرت ملايين السوريين، وهدمت المدن والأحياء السكنية.
كما سلط تحقيق نشره موقع “OCCRP” منتصف العام الحالي، الضوء على ما سماها “ازدهار تجارة المخدرات في البحر المتوسط” التي تغذيها الحرب القائمة في سوريا.
وذكر التحقيق أنه خلال السنوات القليلة الماضية، تم ضبط عدد كبير من شحنات مخدر “الكبتاغون” قادمة من سواحل اللاذقية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، في الموانئ الليبية والإيطالية واليونانية والرومانية.