“الشوربات” وجبة رئيسية على موائد أهالٍ بإدلب في فصل الشتاء
أهالٍ في إدلب استغنوا عن الكثير من الوجبات الغذائية بسبب غلاء الأسعار
يجتمع أفراد أسرة سهيلة حمدان من مدينة إدلب، حول مائدة الطعام لتناول الطبق المعتاد الذي تقوم بإعداده باستمرار مع حلول فصل الشتاء، وهو “شوربة العدس” وغيرها من المأكولات قليلة التكلفة والغنية بالفائدة في الوقت ذاته.
وتعدد الحمدان في حديثها لراديو الكل، أنواع الأكلات الشعبية التي تحضرها في الشتاء “كالحَريرَة” و تتكون من الأرز والشعيرية والطحين والخبز اليابس، و”الخبيزة” وهي نبتة تتواجد في الأراضي الزراعية يتم طهيها مع البرغل، مشيرة إلى أنها تعتمد على هذه الوجبات لتوفر موادها الأولية في السلال الغذائية المجانية التي توزع عليهم.
وارتبط فصل الشتاء قديماً بالأطعمة الدسمة والحلويات والنشويات، إلا أن الحال تغير بسبب تدهور وضع الأهالي المعيشي، بحسب سكينة الحسن نازحة في إدلب، وتذكر بعض الوجبات الرئيسة التي استغنوا عنها أو حتى استبدلوا مكوناتها بأخرى لارتفاع سعرها كـ” الشيشبرك والسمبوسك” و ” الفريكة واللبنية” وغيرها.
وعن الحلويات الشتوية تضيف الحسن أنهم اعتادوا صنع “الطحين بالدبس” و”السيالة، “و عزفوا عن ذلك مؤخراً بسبب ارتفاع سعر السمن والطحين وكافة المكونات.
ويصعب على سلوى عناني من كفرتخاريم شراء مكونات الأكلات المتواضعة، حتى الشوربات، وخاصة بعد ارتفاع سعر أسطوانة الغاز بشكل كبير، مطالبة عبر أثير راديو الكل بخفض أسعار اللحوم والخضار والبقوليات، وزيادة أجور العاملين.
صهيب عاشور صاحب محل مواد غذائية في مدينة إدلب يبين لراديو الكل، أسعار بعض المواد الغذائية، حيث يبلغ سعر كيلو العدس الأحمر والفاصوليا البيضاء والفريكة 20 ليرة تركية، والطحين بـ 7 ليرات تركية، أما الأرز يختلف بحسب جودته ويتراوح من 10 ليرات إلى 22 ليرة تركية.
ويلفت العاشور إلى أن الإقبال على الشراء قليل بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية، وضعف القوة الشرائية لدى الأهالي وخاصة العمال.
وللشوربات التي تعد طبقاً رئيسياً لدى الأهالي في إدلب فوائد صحية عدة، حيث أنها غنية بالبروتينات والمعادن وتكسب الجسم الرطوبة والدفء وخاصة مع انخفاض درجات الحرارة، فضلاً عن احتوائها على نسبة من الألياف والتي تسبب الشعور بالشبع لفترات طويلة، وفق ما تقوله الطبيبة نور حلوم أخصائية في التغذية العلاجية من سرمدا لراديو الكل.
وتنصح الحلوم الأهالي، بالاعتماد على التنوع الغذائي خلال فصل الشتاء، للحصول على كامل العناصر الغذائية والتقليل من الأطعمة النشوية والسكرية التي يزيد معدل تناولها مع انخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى شرب كميات مناسبة من المياه والسوائل الساخنة.
وفرضت ظروف الحرب من فقر ونزوح وارتفاع بالأسعار على الأهالي في محافظة إدلب التكيف والتحايل على الواقع، فباتوا يستغنون عن الكثير من المستلزمات والأطعمة وغيرها ويرضون بالقليل إن تواجد.
وتضطر سهيلة أحياناً لبيع بعض المواد الغذائية التي تحصل عليها من المساعدات الشهرية لأحد المحال التجارية، والشراء بثمنها كمية قليلة من اللحوم التي بات وجودها نادراً على موائد الأهالي لارتفاع ثمنها.