آلاف السوريين في طوابير بمناطق سيطرة النظام للحصول على جواز سفر
تذيّل جواز السفر السوري قائمة “أفضل جوازات السفر في 2021”!
يحتشد الآلاف من المواطنين السوريين كل يوم أمام مراكز وفروع الهجرة والجوازات في المحافظات الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد، بهدف استخراج جوازات السفر، في سبيل السفر والهروب من الأوضاع الأمنية والمعيشية الصعبة التي يعيشون تحت وطأتها منذ سنوات.
وتحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير نشرته اليوم الاثنين، عن طوابير “غير مسبوقة” من آلاف المتقدمين للحصول على جوازات سفر بشتى الوسائل، بما فيها الرشاوى والوساطات، هرباً من الوضع الاقتصادي المتردي وغياب الأمن.
ونقلت الصحيفة شهادات عدد من السوريين، الساعين لاستخراج جواز السفر، من مراكز الهجرة والجوازات في مناطق سيطرة النظام بسوريا.
وتحدث الشاب محمد من محافظة حماة والبالغ من العمر 26 عاماً، عن معاناته للحصول على جواز سفر، وقال إن “الفقر والجوع والحاجة وانعدام الأمن، كلها أسباب تدفعني وآلاف السوريين في الآونة الأخيرة، للتفكير بمغادرة البلاد سعياً للحصول على حياة كريمة في أي مكان في هذا العالم”.
ويضيف أن مشهد الطابور الطويل اليومي، على مدخل فرع الهجرة والجوازات في مدينة حماة، بمظاهر التدافع والازدحام، يعكس الواقع الحقيقي للحياة وأحوال الناس التي ترغب في مغادرة البلاد.
أحمد من أهالي حي برزة، يبلغ من العمر 44 عاماً، تحدث للصحيفة عن “رغبة عارمة لدى شريحة واسعة من أبناء الشعب السوري للمغادرة خارج البلاد”.
وقال إنه “رغم أن وزارة الداخلية حددت طريقة الحصول على جواز السفر للمواطنين (المستعجل داخل سوريا يصدر خلال يوم، بتكلفة تصل إلى 100 ألف ليرة سورية (نحو 30 دولاراً)، وجواز السفر العادي 13 ألف ليرة سورية (نحو 3.71 دولار)، فإن حالة الازدحام والطوابير أمام مباني الهجرة والجوازات من قبل المواطنين في العاصمة دمشق، فتحت أمام ضعاف النفوس من الموظفين والسماسرة مورداً مادياً غير مشروع، من خلال إصدار جواز سفر مقابل مبلغ مادي يتفق عليه، قد يصل أحياناً إلى 1000 دولار”.
وتابع بالقول: “هذا ما جرى معي أنا شخصياً عندما قررت قبل أيام الحصول على جواز سفر، وكان مشهد الطوابير صدمة كبيرة، أجبرتني على دفع المبلغ، لأتفادى الازدحام وأحصل على جواز سفر بأسرع وقت”.
ونقلت الصحيفة عن موظف لدى أحد الفروع السورية للهجرة والجوازات قوله إن “البلاد تشهد في الآونة الأخيرة حالة غير مسبوقة للحصول على جواز سفر”، مضيفاً أنه “رغم التعميم الأخير الذي أصدرته وزارة الداخلية، لتسهيل إصدار جواز سفر للمواطن، فإن التعليمات لم تنفذ بدقة”.
وأكد الموظف أن “الحال بقي على ما كان عليه سابقاً، (وساطات ورشاوى). ويعمل كثير من الموظفين على تعقيد معاملة جواز السفر، للحصول على رشوة، هذا عدا الخلل التقني في الكومبيوترات الذي يعرقل إنهاء الحد الأقصى من الجوازات يومياً، تحت سقف العدد المحدد بحسب كل فرع”.
واستطرد: “على سبيل المثال، فرع دمشق للهجرة والجوازات لديه مخصصات وتعليمات، بإصدار 300 جواز سفر يومياً، بينما ينتظر على باب الدائرة أكثر من 1000 مواطن يريد تقديم طلب للحصول على جواز”.
والشهر الماضي، أعلنت حكومة النظام أن تكلفة إصدار جواز السفر بيوم واحد تبلغ 100 ألف ليرة سورية، في وقتٍ تبلغ تكلفة الجواز العادي الذي يستغرق إصداره من 7 إلى 15 يوماً 13 ألف ليرة.
وقالت وزارة الداخلية إن القرار جاء لتلبية رغبة المواطنين بالحصول الفوري على خدمة جواز السفر، مضيفة أن جواز السفر الفوري في الحالة المذكورة يتم استخراجه بغض النظر عن حجز الدور على المنصة الإلكترونية الخاصة بجوازات السفر ويسلم الجواز لصاحب العلاقة بنفس اليوم.
وبهذا القرار تصبح تكلفة إصدار الجواز المستعجل نحو 8 أضعاف تكلفة جواز السفر العادي للمقيمين داخل سوريا والذي يبلغ 13 ألف ليرة سورية ويصدر بين 7 إلى 15 يوماً.
كما قررت وزارة الداخلية في تعميمٍ آخر، البدء بتفعيل خدمة حجز دور إلكتروني للحصول على جواز سفر من عموم المحافظات، بعد أن بدأت بتجربتها قبل أيام في محافظتي دمشق وريفها.
وقالت الوزارة إن نافذة حجز الدور عبر موقعها الرسمي متاحة في جميع المحافظات، لتسجيل طلبات الحصول على جواز السفر العادية والمستعجلة، والاستعلام عن طلباتهم.
وتذيّل جواز السفر السوري قائمة “أفضل جوازات السفر في 2021” بحسب تصنيف أصدرته شركة الاستشارات العالمية “نوماد كابيتال ايست” مطلع العام الحالي.
وبحسب قائمة “نوماد كابيتال ايست” التي شملت 199 جوازاً عالمياً، جاء جواز السفر السوري في المرتبة 196، يليه في المراتب الثلاث الأخيرة على الترتيب جواز السفر اليمني ثم العراقي ثم الأفغاني.
ويعتمد مؤشر الترتيب “نوماد كابيتاليست” على خمسة معايير، وهي: المواطنة المزدوجة، والسعادة والتنمية، والسفر دون تأشيرة، والحرية الشخصية، وقوانين الضريبة الدولية، وجميعها غير متوفرة في الجواز السوري.