أهالٍ في إدلب يعرضون عن تلقي لقاح كورونا و”الصحة” تحث عليه
"فريق لقاح سوريا" يؤكد أن التطعيم بلقاح كورونا هو الحل الوحيد لكسر سلسلة العدوى بالفيروس في مناطق شمال غربي سوريا
يعرِض الكثير من سكان محافظة إدلب عن تلقي لقاح فيروس كورونا، بالرغم من انتشار متحورات جديدة وتسجيل الكثير من الإصابات والوفيات، في ظل عجز القطاع الصحي عن استيعاب تزايد أعداد المرضى.
ريم قدور نازحة في مدينة إدلب تقول لراديو الكل، إن سبب عدم تلقيها وعائلتها اللقاح هو الإهمال، بالرغم من اقتناعها بضرورة أخذه، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأهالي كحالها لم يتطعموا للآن.
أما لمى الإبراهيم من بلدة أرمناز تبين، أنها اعتقدت أن فيروس كورونا عبارة عن مرض بسيط وشككت بمصداقية وجوده بالبداية، إلى أن انتشر متحور “دلتا” الذي تسبب بارتفاع عدد الإصابات، فتطعمت باللقاح مؤخراً.
وتدعو الإبراهيم عبر أثير راديو الكل، جميع الأهالي بالالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وتلقي اللقاح لحماية الجميع من خطر الإصابة به.
هبة القاسم نازحة في بلدة بنش تقارن بين الأعراض التي ظهرت عليها عند إصابتها بفيروس كورونا للمرة الأولى قبل تلقي اللقاح والتي وصفتها بـ “الشديدة للغاية”، وبين أعراضه عقب تلقي جرعتين من اللقاح، مشيرة إلى أن الأطباء أكدوا لها أن تطعيمها حال دون حاجتها للعناية المركزة بعد إصابتها للمرة الثانية بكورونا.
وتضيف القاسم أن عدم تطعيم أغلب سكان محافظة إدلب باللقاح يدل على قلة الوعي ولا بد من تكثيف جلسات التوعية والزيارات الميدانية للأهالي لزيادة الإدراك بمدى خطورة المرض.
الطبيب رفعت فرحات مسؤول ملف اللقاح في مديرية صحة إدلب يوضح لراديو الكل، أن عدد الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد 19 في شمالي غربي سوريا منذ انطلاق حملة التلقيح للآن 204 آلاف و500 شخص، أي 5,11% من نسبة السكان فقط ، لافتاً إلى أن هذه النسبة منخفضة ولا تحقق المناعة المجتمعية.
ويحث الفرحات الأهالي وخاصة من هم فوق عمر الـ18 سنة والعاملين في القطاعات العامة والخاصة وأصحاب المطاعم وغيرهم، على مراجعة مراكز التلقيح بأقرب وقت.
مصطفى سعيد مسؤول برنامج تحريك المجتمع في فريق لقاح سوريا يقول في حديثه لراديو الكل، إن الشمال السوري تعرض لجائحتين من فيروس كورونا والثانية كانت شديدة وحصدت مئات الأرواح وآلاف الإصابات وأدت لعجز في المنظومة الطبية خلال فترة زمنية قصيرة، ومع دخول اللقاح عمل الفريق على تطعيم أكبر عدد ممكن من السكان، مؤكداً أن جميع من تطعم باللقاح لم يتعرض لأي مشاكل صحية.
ويلفت السعيد إلى أن الفريق يستمر في تنفيذ نشاطات توعوية وتعريفية باللقاحات وآلية عملها، بالإضافة للتنسيق مع الهيئات المؤثرة في المجتمع لتوجيه الأهالي لأخذ اللقاح من أجل كسر سلسلة العدوى بالمرض، مبيناً أن أبرز الصعوبات التي تواجههم في العمل، أن لقاح كورونا جديد على المجتمع وبحاجة لفترة زمنية حتى يتمكن الأهالي من تقبله، فضلاً عن انتشار الشائعات المغلوطة حوله.
وتعاني القطاعات الطبية في الشمال السوري من ضعف في الإمكانيات المادية وقلة في الدعم والتجهيزات، في ظل انتشار فيروس كورونا وعدم وعي معظم السكان لمدى خطورة تضاعف الإصابات.
وسجل الشمال السوري، حتى الآن، 92 ألفاً و563 إصابة، توفي منها ألفان و 267 حالة، مقابل 64 ألفاً و543 حالة شفاء.