“البنتاغون” يفتح تحقيقاً في غارة جوية استهدفت مدنيين سوريين عام 2019
تقرير لـ“نيويورك تايمز” نُشر في وقت سابق، أكد أن غارة جوية استهدفت النساء والأطفال عام 2019 في الباغوز.
قررت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أمس الاثنين، فتح تحقيق جديد رفيع المستوى، في غارة جوية أميركية في سوريا عام 2019، أسفرت عن مقتل عشرات النساء والأطفال.
وبحسب ما ذكر موقع “الحرّة”، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع، أن وزير الدفاع لويد أوستن، أمر بفتح تحقيق في الحادثة.
ويأتي قرار وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في أعقاب تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الشهر، أورد ادعاءات بأن كبار الضباط والمسؤولين المدنيين سعوا إلى إخفاء الخسائر.
وفي مؤتمر صحفي عقد قبل أسبوعين، تعهد أوستن بإصلاح الإجراءات العسكرية ومحاسبة كبار الضباط على إلحاق الأذى بالمدنيين، لكنه لم يحدد أي مشاكل هيكلية في النظام سمحت باستمرار الخسائر في صفوف المدنيين في ساحات القتال في سوريا وأفغانستان.
وقد تلقى أوستن، إحاطة سرية في وقت سابق من هذا الشهر حول الضربة، وتعامل الجيش معها من الجنرال كينيث ف. ماكنزي جونيور، رئيس القيادة المركزية للجيش، التي أشرفت على الحرب الجوية في سوريا.
وقال المسؤول في “البنتاغون” لـ”نيويورك تايمز” إن التحقيق الذي سيجريه الجنرال، مايكل إكس جاريت، رئيس قيادة قوات الجيش، سيبحث الضربة التي نفذتها وحدة عمليات خاصة سرية تسمى “قوة المهام 9”.
وسيكون لدى الجنرال غاريت 90 يوماً لمراجعة التحقيقات التي أجريت في الحادث، ومواصلة التحقيق في الأنباء عن سقوط ضحايا مدنيين، وما إذا كانت قد وقعت أي انتهاكات لقوانين الحرب أو أخطاء في حفظ السجلات، أو ما إذا كان يجب محاسبة أي شخص.
ومن المتوقع أن يعلن البنتاغون التحقيق الجديد بعد إبلاغ الكونغرس، كما قالت لجنتا القوات المسلحة بمجلسي النواب والشيوخ إنهما تحققان في الحادث، وفق الصحيفة.
وأكد تقرير لـ“نيويورك تايمز” نُشر في وقت سابق من الشهر الحالي، أن القوات الجوية الأمريكية استهدفت النساء والأطفال بتاريخ 18 آذار 2019 في منطقة “الباغوز”، مبيّناً أن مقاتلات من طراز “F-15E” ألقت ما يزيد على طنين من القنابل على هؤلاء المدنيين وقتلتهم بعد أن حددت طائرات مسيرة مكانهم.
وأكدت الصحيفة أن هذه الحادثة يتم الكشف عنها لأول مرة، وهي واحدة من العمليات التي أسفرت عن سقوط أكبر عدد من الضحايا المدنيين في الحرب ضد التنظيم، موضحة أن “الجيش الأمريكي لم يعلن أبداً عن الحادثة للرأي العام، ووصف أحد الحقوقيين الهجوم بأنه جريمة حرب محتملة تستوجب التحقيق”.
وأشارت إلى أن المسؤولين العسكريين قاموا في كل مرة بخطوات تخفي الهجوم الذي يرقى إلى “كارثة”، وسعوا إلى التقليل من عدد القتلى وأجلوا التقارير، مؤكدة أن القوات التابعة للتحالف الدولي لمحاربة “داعش” بقيادة الولاية المتحدة قامت بتسوية مكان الانفجار عبر الجرافات ولم تبلغ القادة بالموضوع.
واتسمت المعارك التي شنتها قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وشريكتها “قوات سوريا الديمقراطية”، ضد تنظيم “داعش”، بالعنف الشديد، حيث تسبب القصف العنيف بمقتل الآلاف من المدنيين، وتدمير واسع للبنى التحتية في المناطق التي كانت في قبضة التنظيم، خصوصاً في محافظتي الرقة ودير الزور.
وأعلنت الولايات المتحدة و”قوات سوريا الديمقراطية” القضاء على آخر جيوب تنظيم “داعش” في سوريا، في منطقة الباغوز بريف دير الزور، بشهر آذار عام 2019.
وكانت قد وثقت ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، بتقرير نشرته في أيلول 2019، مقتل 3037 مدنياً، بينهم 924 طفلاً، و656 امرأة على يد قوات التحالف الدولي في سوريا.