مسد في موسكو.. هل ينتزع الروس تفاهمات حول مصالحات في شرق الفرات؟
محللون: الروس لا يرون قسد عدوا بالمطلق للنظام خلافا للمعارضة
فتح الروس من جديد هامش حوار أمام مجلس مجلس سوريا الديمقراطية، بعد ضغوط واحتقان شهده الشمال السوري وشرق الفرات، وبدا هذا الهامش اتجاها إلزاميا للمجلس يعول الروس على أن ينتهي بتفاهمات حول مستقبل المناطق التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا.
محادثات مجلس سوريا الديمقراطية في موسكو بدأت من خلال لقاء القيادية فيه إلهام أحمد بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سبقه لقاء آخر مع نائبه ميخائيل بوغدانوف دون أن تعلن تفاصيل أكثر.
أجواء موسكو ليست ودية
المحادثات بين الجانبين تتم في ظل عودة ظهور أجواء في موسكو غير ودية بالنسبة للأكراد الذين تصفهم وسائل الإعلام الروسية بالانفصاليين الذين لا يريدون الحفاظ على وحدة سوريا بحسب مايقول ستانيسلاف إيفانوف كبير الباحثين في مركز الأمن الدولي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية الروسي.
ومن جانبه النظام يذهب أبعد من الروس إذ وصف مجلس سوريا الديمقراطية بأنه عصابة عميلة للولايات المتحدة بحسب ما قاله حسام طالب أحد محلليه معلقا على زيارة إلهام أحمد إلى موسكو.
ولا يبدو مجلس سوريا الديمقراطية في وضع يحسد عليه إزاء هذه الضغوط التي زادت بفعل الحديث عن عملية عسكرية تركية محتملة، ولكنه وعلى الرغم من رغبته في الحوار مع النظام إلا أنه يرفض تسليم مناطق له، فهل ينجح الروس في فرض حل وسط بين المصالحات التي يريدها النظام وبين الإدارة الذاتية التي لم يبتعد مسد عن الحديث في إطارها؟
قسد ليست عدوة بالمطلق
الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان يرى أن الروس مطمئنون إلى حد كبير بأن سوريا الديمقراطية لا تعد عدوا بالمطلق للنظام كما المعارضة السورية ومن هنا فإن مايجري في موسكو يندرج في إطار محاولة التوصل إلى تفاهمات تحاول روسيا خلالها فرض إجراءات لإدخال النظام إلى مناطق شرق الفرات وهو ما ترفضه قوات سوريا الديمقراطية التي تعد الجناح العسكري لمسد.
ومن جانبه رأى د. ياسر نجار الأكاديمي والباحث السياسي أن قوات سوريا الديمقراطية لا تمثل مشروعا سياسيا يحظى بتأييد مجتمعي وهي حالة ارتزاقية انتفاعية وبالتالي فهي عرضة للتبدلات ووجودها مؤقت وينظر إليها حتى من الولايات المتحدة على أنها قوات أمر واقع.
ضغوط روسية
وقال نجار إن الروس يستخدمون الحديث عن عملية عسكرية تركية للضغط على قوات سوريا الديمقراطية للانسحاب من مناطق حدودية وأيضا من أجل تعزيز وجودهم في مناطق سيطرة هذه القوات.
ورأى الدكتور عبدالظاهر وحود الأمين العام للتيار الثوري السوري أن قوات سوريا الديمقراطية تبحث عن مصالحها من خلال مصالح الدول وبالنسبة لمحادثات موسكو فهي تريد الحصول على تطمينات من روسيا وهي مستعدة لتقديم تنازلات للنظام.
وقال الدكتور وحود إن أي تفاهمات يتم التوصل إليها بالنسبة للشمال السوري يجب أن تكون بموافقة تركيا أو بالاطلاع عليها بحكم وزنها وقيمتها العسكرية والدبلوماسية في المنطقة، مشيرا بالوقت نفسه إلى أن الروس لا يمكن أن يتحركوا دون تفاهمات واتفاقات مع الولايات المتحدة حتى من تحت الطاولة.