بعد خروج “جنود الشام وجند الله” من جبل التركمان كيف هو وضع الجبهات؟
مصدر عسكري من جبل التركمان يؤكد أن أي هجوم يشنه النظام والروس في المنطقة "سيشكل خطراً كبيراً"
بعد الاشتباكات التي حدثت نهاية تشرين الأول الماضي بين هيئة تحرير الشام من طرف، وكتائب “جند الله وجنود الشام” من طرف آخر، سقط على أثرها قتلى من الجانبين، أُبرم اتفاق يقضي بخروج الأخيرة من جبل التركمان شمالي اللاذقية.
وقال مصدر عسكري من جبال التركمان، لراديو الكل، فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية: “بعد خروج كتائب المهاجرين من المنطقة تم تغطية جميع المحارس وتزويدها بمقاتلين من الفصائل العاملة في الساحل”.
وتابع المصدر: أنه “سيكون هناك ضعف لأن العناصر الجديدة لا تقارن بخبرات عناصر جنود الشام وجند الله من حيث معرفتهم الكاملة بجغرافية المنطقة وثغراتها ومعرفة نقاط النظام وثغراته أيضاً”، منوهاً بأن الأمر يحتاج إلى وقت لاكتساب العناصر الجديدة الخبرة الكافية في المنطقة.
وعن الوضع الراهن في جبل التركمان، لفت المصدر نفسه، إلى أن أي هجوم يشنه النظام والروس في المنطقة “سيشكل خطراً كبيراً أكثر من السابق وخاصة مع عدم وجود الخبرة الكافية للفصائل الموجودة”.
وعن مستقبل المنطقة، توقع المصدر أنها “متجهة إلى تصعيد جديد نظراً لعدم التزام قوات النظام وروسيا بأي اتفاق سابق، وأحد أهم الأسباب التي تؤكد التصعيد هو سعيهما للسيطرة على طريق الـ M4”.
بالمقابل، تباينت آراء أهالي ريف اللاذقية حول خروج “جند الله وجنود الشام” من جبل التركمان بين رافض وآخر يدعو لاندماج جميع الفصائل تحت قيادة واحدة.
محمد فاروق وهو من أهالي ريف اللاذقية رفض خروج المقاتلين من جبل التركمان، لأن “تلك الكتائب وخاصة جنود الشام هم شيشانيون ذوو خبرة واسعة في القتال وكان لهم بصمة كبيرة في صد هجوم قوات النظام أثناء الحملة الروسية كما عندهم الدراية التامة في جغرافيا المنطقة وأن أي قوة بديلة عنهم لن يكون لها التأثير ذاته”، بحسب ما أكده في حديثه لراديو الكل.
ملاذ أحمد وهو من أبناء المدينة أيضاً وضّح لراديو الكل، أنه ضد أي “اقتتال فصائلي” في منطقة الساحل التي أصبحت مساحة صغيرة جداً لا تتحمل أي “اقتتال داخلي”، مشيراً إلى أن الهدف الأبرز هو إسقاط النظام واسترداد المناطق التي تخضع تحت سيطرة قواته.
عبد الهادي محمود وهو من أهالي المدينة هو الآخر يبين لراديو الكل، أنهم مع أي اتفاق يشمل جميع الكتائب تحت راية وقائد واحد، بشرط أن يكون ذلك الاتفاق بـ”التفاهم وبعيد عن إراقة الدماء والإقصاء وهدفه تكثيف الجهود”.
“جنود الشام” هي كتيبة معظم عناصرها من أصول شيشانية يرأسها “مسلم الشيشاني” وتعتبر من أقدم الكتائب المؤسسة في جبل التركمان شمالي اللاذقية، حيث لم تندمج مع أي تشكيل أو فصيل طوال فترة تواجدها في جبل التركمان.
وأما كتيبة “جند الله” هي مجموعة مستقلة أسسها المدعو “أبو فاطمة التركي”، وقتل بعد تأسيس المجموعة بـ 3 سنوات في أحد معارك جبل التركمان أثناء الحملة الروسية على ريف اللاذقية، وهي كتيبة متواجدة في المنطقة منذ 6 سنوات وشاركت في معظم العمليات العسكرية ضد النظام.
وبعد خروج كتائب المهاجرين المستقلة من جبل التركمان كان من المقرر أن يتوجهوا إلى مناطق غصن الزيتون، وهو ما نفاه الجيش الوطني السوري حينها، ولم يعرف حتى الآن مصيرهم والمنطقة التي استقروا بها.
ويقع “جبل التركمان” ضمن مناطق “خفض التصعيد” التي تم التوصل إليها في مباحثات أستانة في آيار من عام 2017، بين الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران.