ما الذي تبقى من النظام إذا كانت روسيا تمسك بقراره سياسياً وعسكرياً واقتصادياً؟
محللون: لا شرعية لنظام عميل وعلى المعارضة الاستمرار بالمطالبة بمقعده في المؤسسات الدولية
تواصل روسيا تحركاتها العسكرية والدبلوماسية بالنسبة للقضية السورية وفي أكثر من اتجاه سواء بقيادتها الأعمال العسكرية في الداخل أو في عقدها مؤتمرات ولقاءات في دمشق واتفاقيات مع النظام ، أو لجهة مساعيها لتعويمه عربياً ودولياً.
وتأتي التحركات الروسية في ظل أجواء دولية اتجهت بعض المصادر إلى وصفها بتسليم الملف السوري كاملاً لروسيا، وعربيا نحو توسيع علاقات النظام مع دول أكثر، ومحلياً في إحكام روسيا سيطرتها على قرارات النظام السياسية والعسكرية.
علاقات سرية
وما كشفه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لشبكة سي إن إن بأن دولاً عربية تقيم علاقات سرية مع النظام، ليس مفاجئاً، إذ سعت روسيا إلى تحقيقه من خلال جولات وزير خارجيتها سيرغي لافروف الخليجية خاصة والتي كان بدأها قبل نحو عامين.
وما تعمل عليه روسيا بخصوص ابتزاز الغرب بمسألة اللاجئين وتقديم أموال لإعادة الإعمار أيضاً ليس جديداً، وأن يصل ألكسندر لافرنتييف مبعوثها بشكل مفاجئ إلى دمشق ويقيم مؤتمراً لعودة اللاجئين أيضاً ليس جديداً فقبل نحو أسبوعين كان في دمشق التي يزورها في أي وقت، خاصة أن لافرنتيف تحدث في مؤتمر اللاجئين أمس بلغة أشبه ما تكون بلغة حاكم للبلاد.
لافرنتيف بصفة رئيس
لافرنتيف ركز على عودة النظام إلى الجامعة العربية وقال: إذا أخذنا بعين الاعتبار السعودية ومصر ودول الخليج، جميعهم يمكن أن يشكلوا روافع للاقتصاد السوري.
وإذا ما أضيف إلى تلك المواقف الدور العسكري المعروف والذي تضطلع به روسيا في طول البلاد وعرضها، يتبادر سؤال بسيط على الألسنة يتجاوز حد إمساك روسيا بملفات البلاد سواء بتكليف من الولايات المتحدة أو بتكليف ذاتي، وهو: أين النظام ؟
لا شرعية للنظام
ووصف د. زكريا ملاحفجي – عضو الائتلاف الوطني السوري نظام الأسد بأنه أصغر من عميل داعيا المعارضة إلى العمل على نزع شرعيته الدولية وأن تبقى تطلب من الأمم المتحدة استبدال مقاعد النظام مشيرا إلى وجود تجارب تاريخية في هذا الإطار مثل أفغانستان وليبيا وغيرها.
وقال ملاحفجي إن روسيا هي من تمسك بالقرار السياسي في دمشق ونظام الأسد مجرد ميليشيا تسيطر بحكم الأمر الواقع مضيفاً أن النظام لا يملك شرعية شعبية لوجوده فقد تساقطت منذ عشر سنوات وهو موجود كسلطة أمر واقع منذ أن أطلق النار على شعبه واستعان بقوى أجنبية لقمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير
وأضاف ملاحفجي أن النظام حتى بروتوكولياً أصبحت صورته موضعاً للاستهزاء لافتاً إلى استدعاءاته تارة إلى طهران وأخرى إلى موسكو، حيث يبدو رأس النظام مجرد مجرم قذر
وقال إن النظام يستقوي على السوريين فقط من خلال أجهزته الأمنية التي هي عصابات تترأسها مجموعة من المقربين من النظام تدين بالولاء المطلق له وأصبح السوريون رهائن لو أتيحت لهم الفرص لما بقي أحد منهم ضمن البلاد.
الحل بطرد الاحتلال
ورأى زكي الدروبي رئيس تحرير جريدة الرافد أن الروس والإيرانيين هم قوى احتلال في سوريا وطالما أنهم لم يدفعوا ثمن بقائهم فلن يتركوا البلاد، وقال إن تجارب التاريخ أثبتت أن الحل لإخراج قوى الاحتلال هو من خلال إجبارها على دفع ثمن باهظ.
وأضاف الدروبي أن الروس والإيرانيين لم يحصلوا حتى الآن على النتائج الاقتصادية التي يريدونها ولا سيما مع وجود قانون قيصر على الرغم من الاتفاقيات التي وقعوها مع النظام
وقال إن النظام هو عميل للخارج وناهب لثروات البلاد، والسوريون يريدون خروج جميع القوات الأجنية من البلاد وأولهم روسيا وإيران والانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي يتساوى فيه الجميع أمام القانون.
ولفت الدروبي إلى أن النظام يعاني من التفتت والانحلال في بنيته والصراعات التي جرت مع رامي مخلوف كانت دليلا على ذلك مؤكداً أن النظام لا يفكر بعقلية إدارة دولة.