الجفاف يضرب بحيرة سد الدويسات في إدلب
مزارع في إدلب يؤكد أن طول فترة الجفاف يؤدي إلى استبدال المزروعات المروية بأخرى بعلية
أدى انخفاض معدل تساقط الأمطار إلى جفاف بحيرة سد الدويسات المُحاذية لمنطقة دركوش غربي إدلب، للمرة الأولى منذ نشأته في عام 1994، ولحق الضرر بآلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.
محمد نعمة مسؤول مشاريع الري في محافظة إدلب يقول لراديو الكل، إن جفاف البحيرة ناجم عن انخفاض مستوى مياه الأمطار خلال الأعوام الأخيرة، إضافة إلى تهريب مياه البحيرة إلى أماكن متفرقة نتيجة استهلاك خطوط ري الشبكة للمزارعين واهتراء الخط الرئيسي المعدني الذي يؤدي إلى تسرب المياه في أثناء عملية الضخ.
ويشير نعمة إلى أن المساحة التخزينية لبحيرة السد من المفترض أن تصل إلى 3.6 مليون متر مكعب، بينما في السنوات الأخيرة انخفضت إلى نحو مليون و500 ألف متر مكعب بسبب انتشار المخيمات في المنطقة.
ويبين أن البحيرة تُستخدم لري الأراضي المزروعة بالخضراوات والفاكهة، ويستفيد منها العديد من القرى المجاورة منها (الزهراء، الزنبقي، الدويسات، الدرية، عامود) في ريف إدلب الغربي.
ويؤكد نعمة أن إدارة مشاريع الري تقوم بين الحين والأخر بإصلاح شبكة السد حسب الإمكانيات المتاحة، مُناشدًا الجهات الداعمة لضرورة تقديم الدعم من أجل إعادة تأهيل خطوط شبكة الري للمزارعين من أجل سقاية الأراضي الزراعية والحفاظ عليها من الجفاف والتصحر.
المهندس الزراعي عبد المجيد حسّون من أهالي مدينة دركوش يبين في حديثه لراديو الكل، أن بحيرة سد الدويسات تروي 1200 هكتار من مساحة الأراضي المزروعة بالحمضيات والخضار قبل الجفاف، منوهاً بأن معظم الأهالي في المنطقة يعتمدون بشكل رئيسي على جني محاصيلهم من تلك الأراضي.
ولفت في حديثه إلى أن استمرار جفاف البحيرة يُنذر بكارثة للمزارعين وسيؤدي إلى تدهور الزراعات الخريفية والشتوية وانعدامها كـ (الزهرة، السبانخ، الملفوف) وغيرها.
ويعتمد المزارعون بشكل رئيسي على سقاية أراضيهم الزراعية من بحيرة سد الدويسات، كما أن إطالة الجفاف سوف يؤدي إلى استبدال المزروعات المروية بأخرى بعلية، بحسب المزارع عبد الجبار الخليل من أهالي قرية عامود غربي إدلب.
ويؤكد الخليل، أن ليس هناك مصادر للمياه في المنطقة سوى بحيرة الدويسات، مبيناً أن المزارعين سيضطرون إلى سقاية أراضيهم عبر صهاريج المياه من أماكن بعيدة، وبالتالي سيواجهون عبء تكاليفها التي من الممكن أن تكون أكثر من ثمن المحاصيل لديهم.
فيما يوضح أحمد علي جدّوع مزارع من أهالي بلدة الزهراء لراديو الكل، أن لديه 11 دونما مزروعة بالخضار جفت بسبب العطش، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بأشجار الحمضيات، مشيراً إلى أنه اقتلع نحو 20% من الأشجار لعدم قدرته على سقايتها.
وشهدت سوريا عموماً خلال الأعوام الماضية تراجعًا ملحوظًا في مستوى الأمطار الذي انعكس سلبًا على المخزون المائي لاسيما سد الفرات في شمال شرق سوريا الذي شهد العام الحالي انخفاضًا في منسوب تدفق المياه فيه.