يهود أمريكيون يزورون دمشق وحلب بترحيب من نظام الأسد
في عام 2019، كان يقدر عدد اليهود في سوريا بأقل من 20 شخصاً بحسب "BBC"
كشفت وسائل إعلامية إسرائيلية، عن زيارتين أجراها عدد من الأمريكيين اليهود مؤخراً إلى مدينتي دمشق وحلب في سوريا، بترحيب من نظام الأسد، الذي يسعى إلى “تحسين صورته السيئة”.
وبحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” عن قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أمس الثلاثاء، فإن 12 يهودياً من بروكلين الأمريكية ينحدرون من أصول سورية زاروا دمشق خلال الأيام الأخيرة، بعد عقود من رحيلهم.
ونقلت القناة عن أحد اليهود الذين زاروا دمشق، أن الهدف من زيارتهم في الأساس هو “إجراء فحوصات وعلاج لأسنانهم”، كون ذلك “أرخص في سوريا عن الولايات المتحدة”، مضيفاً أنهم تلقواً طلبا للقاء مسؤولين كبار في حكومة نظام الأسد بدمشق، لكنهم رفضوا ذلك، لأنهم لم يرغبوا في أن تتحول زيارتهم إلى زيارة سياسية، وفق المصدر ذاته.
وقال “روعي كايس” محرر الشؤون العربية بالقناة الإسرائيلية، إن “أكثر ما يثير الاهتمام هو موافقة النظام على هذه الزيارة، وحتى تشجيعه لها”.
وتابع بالقول: “يشجع نظام الأسد خلال العام الأخير، اليهود الأمريكيين على زيارة سوريا، ويتعهد بحمايتهم، في محاولة لتحسين صورته والخروج من عزلته”، مشيراً إلى وعود أطلقها الأسد خلال الفترة الماضية بإعادة ترميم المعبد اليهودي في حي جوبر شرق دمشق.
والتقى اليهود الأمريكيون خلال زيارتهم إلى دمشق اليهود الثلاثة المتبقين في سوريا، بحسب القناة الإسرائيلية.
من جانبها، قالت صحيفة “ماكور ريشون” العبرية إن نظام الأسد أرسل قبل 3 سنوات، دعوة إلى اليهود الأمريكيين من أصل سوري لزيارة بلاده، مضيفة “تلقى اليهود دعوة رسمية من المخابرات السورية لكنهم فضلوا في النهاية عدم الزيارة لاعتبارات شخصية”.
وأكدت أيضاً أنه “قبل نحو شهر زار وفد آخر من يهود الولايات المتحدة حلب شمالي سوريا، وتفقدوا المعبد الذي أعادت المعارضة ترميمه بعد الحرب، وتمت الزيارة آنذاك بفضل تصريحات أصدرها الروس”.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر في الجالية السورية بإسرائيل قولها: “هناك اليوم عائلات لرجال أعمال يهود عاشوا في السابق بسوريا، عادوا للعمل في البلاد بجوازات سفر أجنبية”.
وأردفت أن “هؤلاء اليهود يعملون بشكل مستمر هناك، بالطبع بموافقة نظام الأسد”.
وبحسب تقارير صحفية، وصل عدد اليهود الذين عاشوا في سوريا مطلع الخمسينات من القرن الماضي نحو 30 ألف، هاجر معظمهم إلى إسرائيل بعد حرب حزيران 1967.
وليس معروفاً العديد الدقيق لمن تبقى من اليهود في سوريا منذ الموجة الأخيرة من الهجرة في عام 1994، والتي بدأت بعد قرار رأس النظام السابق حافظ الأسد، بالسماح لليهود بمغادرة سوريا بعد مؤتمر مدريد للسلام.
وبحسب “BBC” فإنه في عام 2005، كان عدد من تبقى من اليهود في سوريا أقل من 100، وفي عام 2019، كان يقدر عدد اليهود في سوريا بأقل من 20 شخصاً، وجميعهم في العاصمة دمشق وهم أفراد وليسوا أسر.