الرطوبة العالية تسبب أمراضاً للنازحين بمخيماتٍ طينية غربي إدلب
النازحون بحاجة إلى ترميم مساكنهم وتزويدهم بنقاط طبية تعالج أطفالهم من الأمراض التنفسية
يشتكي نازحون في مخيمي بن سريّع وبتيا الطينيين غربي إدلب من انتشار الرطوبة التي تفتك بالأطفال وتسبب لهم الإصابة بالربو والتحسس الجلدي، وسط عجز الأهالي عن عزل مساكنهم.
ويقول عبد الستار عبود نازح في مخيم بتيا الطيني لراديو الكل، إ ن مياه الأمطار تتسرب في الشتاء إلى داخل مسكنه وتسبب رطوبة كبيرة ما تسبب بإصابة طفله بمرض الربو والتحسس.
ويبين العبود أن ليس لديه القدرة على ترميم سقف مسكنه المهترئ أو تأمين الأدوية لأطفاله كون أن النقاط الطبية بعيدة عن المخيم ويحتاج الأمر إلى مواصلات مكلفة جداً.
أحمد الحسين نازح آخر في المخيم يناشد عبر أثير راديو الكل، المنظمات الطبية لتوفير الأدوية العلاجية لابنته التي تعاني من ضيق في التنفس نتيجة الرطوبة في داخل مسكنه، بالإضافة إلى تزويده بجهاز الرذاذ كونه غير متوفر في المخيم وغير قادر على شرائه لسوء وضعه المعيشي.
ويقع مخيم بتيا الطيني في ريف مدينة سلقين غربي إدلب، و يتألف من 130 كتلة طينية يسكنها نحو 160 عائلة من معظم المحافظات السورية الذين هجّروا خلال السنوات الماضية بفعل الحرب وفقًا لما قاله محمد الأحمد مدير المخيم.
ويشير الأحمد إلى أن أبرز ما يُعانيه الأهالي في المخيم هو ارتفاع نسبة الرطوبة خاصة في فصل الشتاء، والأمراض التي تلحق الأطفال من ضيق التنفس والربو وغيرها، وحاجتهم إلى أجهزة الرذاذ.
إلى ذلك، دعا قحطان السعدي مدير مخيم بن سريّع الطيني في ريف إدلب الغربي الذي يضم 264 عائلة موزعين ضمن 200 كتلة طينية سكنية، في حديثه لراديو الكل، المنظمات الإنسانية للعمل على ترميم منازل العوائل نتيجة معاناتهم مع الرطوبة التي تسببها مياه الأمطار بعد تسربها إلى داخل مساكنهم.
فيما عبّر أحمد المرعي أحد سكان المخيم لراديو الكل عن معاناته من الكتل الطينية لاسيما أن مسكنه مهدد بالسقوط بين الحين والآخر، فالسقف والجدران تشققت بفعل مياه الأمطار في أيّام فصل الشتاء، وهي بحاجة عاجلة إلى ترميم فضلًا عن الأمراض التي يعاني منها أطفاله بفعل الرطوبة العالية.
الطبيب بسام يسوف من أهالي إدلب يعزو لراديو الكل، أسباب إصابة الأهالي والأطفال بالأمراض التنفسية، لانعدام الشروط الصحية فيها سواء من التهوية والنظافة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة الرطوبة وإصابة الأطفال بالأمراض، موضحًا أن الأمر يزداد سوءًا لدى أهالي المخيمات نتيجة ندرة المراكز الطبية وعدم توفر الأدوية العلاجية.
وعن آلية عزل المساكن الطينية منعًا لتعرضها للرطوبة، يبين المهندس المعماري فضل الأكتع من مدينة سلقين لراديو الكل، أن المنازل الطينية في طبيعة الحال تحتاج إلى رقائق (البوليستر أو البيتومين أو الفيبر) لمنع تعرضها للرطوبة، إلا أن تلك المواد غالية الثمن.
ويلفت الأكتع إلى أن الأمر مختلف في المخيمات إذ يحتاج إلى كلفة أقل، وهي خلط مادة “البوليبون” أو “الأكرليك” مع المياه ومدّها على الأسطح والجدران على مرحلتين، مبينًا أن سعر علبة “الأكرليك” يصل لنحو 15 دولار أمريكي، مؤكداً أن المنزل يحتاج إلى علبتين لسد التشققات ومنع تعرض الأسقف للحرارة والرطوبة.
ولا تقف المُعاناة عند قاطني المخيمات الطينية على الرطوبة والأمراض، بل هناك مشكلات أخرى أبرزها ضعف استجابة المنظمات لمطالبهم الخدمية والطبية.