تخفيض وزن ربطة الخبز يفاقم معاناة أصحاب الدخل المحدود بإدلب
كم يبلغ سعر ربطة الخبز ووزنها وعدد أرغفتها في محافظة إدلب؟
تقف سوسن العبد الله النازحة في بلدة كفر تخاريم غربي إدلب عاجزة عن شراء مادة الخبز أحياناً لأطفالها الخمسة، بحكم أن زوجها من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا يوجد أي دخل يعينها.
وتقول “العبد الله” لراديو الكل، إنها تسكن مع عائلتها في منزل صغير في بلدة كفر تخاريم وغير مؤهل بشكل كامل وليس لديها القدرة على شراء الخبز لأطفالها الصغار.
وتناشد المنظمات الإنسانية للنظر في وضع النازحين ودعمهم بمادة الخبز بعد أن تم تخفيض وزنها وتقليص عدد الأرغفة في اليومين الماضيين.
ولا يختلف حال سوسن عن جميلة الصالح من أهالي بلدة بيرة أرمناز إذ تبين لراديو الكل، أنها تعمل في تحضير مؤن الشتاء في منزلها مقابل أجر لا يتجاوز الـ 200 ليرة تركية شهرياً وهي غير كافية لشراء الخبز، لافتة إلى أنها تحتاج يومياً لـ 5 ربطات بثمن 12,50 ليرة تركية.
وتأمل الصالح من الجهات المعنية تقديم دعمها لأفران الخبز من أجل تخفيض سعر الربطة وزيادة وزنها إلى 1 كغ وتخفيف أعباء التكاليف عنهم.
ويشتكي مصطفى غانم من مدينة سلقين عبر راديو الكل، من ضعف دخله اليومي إذ يتقاضى 25 ليرة تركية يوميًا لقاء عمل 9 ساعات، منوهاً بأنه يحتاج يومياً 6 ربطات من الخبز بسعر 15 ليرة تركية بينما الـ 10 ليرات الباقية لا تكفي لشراء بعض مستلزماته.
ويتساءل الغانم عن عدم تحسين وزن ربطة الخبز وعدد الأرغفة في الوقت التي تشهد فيه الليرة التركية تحسنًا في قيمة صرفها، داعياً التجّار إلى تحسين دخل العمّال لديهم حتى لا يواجهون أعباء الغلاء ويتأثرون بسعرها.
أحمد خطيب مدير فرن خبز الهدى في مدينة سلقين يبين لراديو الكل، أن الأسباب التي دفعتهم إلى تخفيض وزن ربطة الخبز وتقليص عدد الأرغفة، هي غلاء مادة الطحين المستورد من تركيا الذي ارتفع سعر الطن الواحد منه من 280 إلى 420 دولارا أمريكيا، إضافة إلى ارتفاع سعر برميل المازوت من 90 إلى 140 دولاراً أمريكياً.
وينوه الخطيب بأن سعر ربطة الخبز ووزنها وعدد الأرغفة تعمم من قبل مديرية التموين والتجارة في إدلب لكافة الأفران الآلية في المنطقة.
مسؤول ملف دعم الخبز في جمعية الخيرات للمساعدات الإنسانية بإدلب محمد حناوي يوضح لراديو الكل، أن الجمعية تؤمن يومياً 3 آلاف ربطة خبز لنحو 1500 عائلة من الأيتام والأرامل موزعة في المدن والمخيمات.
ويرى حيّان حبابة الخبير الاقتصادي في إدلب عبر راديو الكل، أن مسؤولية استقرار سعر ربطة الخبز التي تتناسب مع أصحاب الدخل المحدود تقع على عاتق السلطات المعنية والمنظمات الإنسانية، وذلك من خلال تدخلها المباشر بمد الأفران بالمحروقات وتقديم مادة الطحين، مشيراً إلى أن عملية تقليل وزن ربطة الخبز وتقليصها هي خاطئة بالمطلق .
وعن تحسين دخل الأهالي في محافظة إدلب، دعا حبابة السلطات المعنية إلى محاولة جذب رؤوس الأموال في المهجر لإعادة استثمار أموالها في الشمال السوري، وخلق مشاريع استثمارية جديدة، بذلك سوف يزداد الطلب على اليد العاملة، وتزداد معها الأجور وفقًا لقانون العرض والطلب في الشأن الاقتصادي.
وشهدت الليرة التركية خلال الأشهر الماضية هبوطًا متسارعًا أمام صرف الدولار الأمريكي، ما تسبب بارتفاع سلع المواد الغذائية بما فيها ربطة الخبز التي سجّلت في اليومين الماضيين انخفاضًا في وزنها من 550 غراماً إلى 525 بعدد 6 أرغفة بسعر ثابت 2,50 ليرة تركية.
والنازحة سوسن العبد الله ليست الوحيدة التي تعاني من عدم القدرة على شراء الخبز بل هناك الكثير من النازحين يقطنون في مخيمات عشوائية بإدلب ويعانون من أوضاع مزرية لا تمكنهم من تأمين الخبز.