على غرار كوريا الشمالية.. بشار الأسد يطلب من جيشه إحكام السيطرة على مؤسسات الدولة
رأس النظام يدعو عناصر وضباط جيشه إلى تثقيف المجتمع السوري وتصحيح مفاهيمه الخاطئة
برأي بشار الأسد أن المجتمع السوري لديه مفاهيم خاطئة، وهو غير مثقف ولا وعي لديه، وأن المسؤولية في تغيير ذلك تقع على عاتق ضباطه وعناصره، وأيضا يؤكد في كلمة أمام ضباط الأكاديمية العسكرية أن الجيش هو صاحب القرار السياسي في البلاد والمسيطر على مؤسسات الدولة القضائية والتنفيذية والتشريعية.
الشخصية القيادية لا يملكها سوى الضابط
وقال بشار: لا أحد يمتلك الشخصية القيادية كما هو الضابط في الحياة العسكرية وحتى في الحياة المدنية لذلك هذا تحد آخر ومهمة أخرى تضاف إلى مهام الضباط، لذلك، لهذه الحساسية لدور هذه المؤسسة للطيف الواسع.
وأضاف: هم يريدون جيشاً محترفاً وغير مسيس لكي تتحول العسكرية من رسالة وطنية إلى مجرد مهنة كأي مهنة أخرى وبالتالي يصبح الجيش ليس جيش الشعب لأن جيش الشعب يجب أن ينتمي لانتماء الشعب، يتبنى عقيدة الشعب ويدافع عن مصالحه.
ولم يحدد بشار الأسد من يقصدهم بقوله إلا أن الخطاب بمجمله بدا موجهاً للداخل وللسوريين، وخلا من الإشارة إلى مهمة الجيش في حماية الحدود ومواجهة إسرائيل، وكرس معظمه للحديث عن دور الجيش كقائد للمجتمع، وتوجيه تعليمات للسوريين بالخضوع لعناصر وضباط الجيش.
ماقاله بشار الأسد يطرح جملة من الأسئلة حول طبيعة المرحلة المقبلة التي يريد فرضها على السوريين ومن بينها هل يخطط لعسكرة المجتمع وإغلاقه والسير به باتجاه النموذج الكوري الشمالي؟
تكليف الجيش بكم الأفواه
د. طلال المصطفى الأكاديمي والباحث في مركز حرمون للدراسات رأى أن رسالة بشار للضباط وهم باللباس الميداني كانت بأن عليهم أن يخضعوا حتى جميع الموالين، وأن يغلقوا أفواههم لكي لا يتحدثوا عن الجوع والغاز والكهرباء، بمعنى آخر أن بشار هؤلاء بالمنحرفين وعلى الضباط أن يصححوا أخطاءهم، مشيرا إلى أن 90 بالمئة من الضباط أو أكثرهم من البيئة الموالية للنظام.
وقال المصطفى إن النظام أوجد ثقافة عدائية بين الجيش وبين الشعب وفي خطاب بشار أمام الضباط ضخ عليهم تعليمات بتصحيح أفكار الأهالي، وأراد تكريس مفهوم الدولة العسكرية، إذ لا يوجد حتى سلطة في البلاد حتى لحزب البعث، مشيرا إلى أنه يريد مجتمعا متجانسا كما عبر عنه في خطابات سابقة.
عسكرة المجتمع
وأضاف المصطفى أن عسكرة المجتمع السوري بدأت مع وصول حافظ الأسد للحكم وتكرست بعيد أزمة النظام مع الإخوان المسلمين في الثمانينات إذ أعطيت السلطة المطلقة للجيش والأجهزة الأمنية، وهذا كان واضحا عند اندلاع الثورة في العام 2011 عندما وقف الجيش إلى جانب النظام وقمع المدنيين بكل وحشية.
وقال إن توجه بشار نحو الضباط يعني أنه أراد تكليفهم بكم الأفواه، وإلا لكان توجه إلى فعاليات اجتماعية من مثقفين وأطباء وأكاديميين وغيرهم.
مهمة الجيش حماية إسرائيل
ومن جانبه لم يبد المحلل السياسي د. غزوان عدي استغرابا من عدم ذكر بشار الأسد إسرائيل في خطابه وقال إن مهمة الجيش السوري بالأساس هي حماية حدود إسرائيل مقابل حمايتها له إقليميا ودوليا مشيرا إلى أنه من وقت لآخر وبالتزامن مع الحديث عن حلول سياسية، يبعث بشار الأسد برسائل بأنه يحكم البلاد من خلال سلطة أمنية وعسكرية.
وأضاف د.عدي أن النظام ليس بحاجة لمثقفين وهو في عداء معهم بالأساس ويريد فقط أشخاص تخضع له ضمن نظام عسكري شعاره نفذ ولا تعترض، وإذا ما استمر الوضع على حاله في البلاد فإن المجتمع السوري يسير نحو التفكك والانهيار.
ولم يتحدث بشار الأسد بكلمة واحدة عن إسرائيل التي تدك مواقعه ومواقع إيران بشكل دائم وتحتل الجولان، بل ركز على أن مهمة الجيش هي محاربة ما يسميه بالإرهاب وتثقيف المجتمع السوري وتصحيح مفاهيمه الخاطئة.