بعد هجوم أريحا.. الأمم المتحدة تدين “العنف” في سوريا
دأبت الأمم المتحدة على التعبير عن القلق وإدانة العنف في سوريا منذ 10 سنوات!
أدانت الأمم المتحدة جميع أشكال العنف في سوريا، معبّرة عن قلقها “العميق” إزاء تأثير الأعمال العدائية على المدنيين، وذلك بعد هجوم عنيف شنته قوات نظام الأسد أمس الأربعاء، على مدينة أريحا جنوبي إدلب، أسفر عن قتلى وجرحى.
وأكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، أن “الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء الأعمال العدائية المستمرة والمتزايدة في الأشهر الأخيرة في شمال غرب سوريا، وتأثير ذلك على المدنيين”.
وأضاف أن “الأمم المتحدة تدين جميع أشكال العنف في سوريا”.
وذكّر فرحان حق “جميع أطراف النزاع باحترام القانون الإنساني الدولي بما في ذلك حظر الهجمات العشوائية والالتزام بجميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين والبنية التحتية المدنية”.
وحول هجوم قوات النظام في أريحا، والذي أسفر عن مقتل 10 مدنيين وإصابة العشرات، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن “التصعيد الأخير هو أكبر زيادة في الأعمال العدائية في شمال غرب سوريا منذ اتفاق وقف إطلاق النار في آذار 2020”.
وأشار حق إلى أن “الأمم المتحدة تتابع أيضاً بقلق تقارير عن تعرض حافلة عسكرية لهجوم في دمشق، مما أدّى إلى مقتل عدد من الأشخاص”.
وتابع بالقول: “تدين الأمم المتحدة بشدة جميع أشكال العنف في سوريا، وكما هو الحال دائما، نحث جميع الأطراف، ومن لديهم نفوذ عليها، على ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع الأوقات، وهذا يتضمن المدارس والأسواق والمرافق الطبية”.
ولم يأتِ فرحان حق على ذكر نظام الأسد، خلال تعبيره عن إدانة الأمم المتحدة لـ”العنف”، وقلقها “العميق” من تأثير الأعمال العدائية.
بدوره، أفاد صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بمقتل أربعة أطفال (ثلاثة أولاد وفتاة) ومعلمة، أثناء توجههم إلى المدرسة صباح الأربعاء، في أريحا.
وصرّح تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن “العنف الذي شهدته سوريا صباح الأربعاء، ما هو سوى تذكير بأن الحرب في سوريا لم تنته بعد، إذ يستمر المدنيون -ومن بينهم العديد من الأطفال- في تحمّل وطأة الصراع الوحشي الذي دام عقداً من الزمان”.
وأكد شيبان أن الهجمات على المدنيين، بما في ذلك الأطفال، هي انتهاك للقانون الإنساني الدولي، “ويجب أن يتمكن الأطفال من الوصول إلى مدارسهم بأمان”.
وكرر نداءه إلى أولئك الذين يقاتلون قائلاً إن “الأطفال ليسوا هدفاً”، داعياً إلى “حمايتهم في جميع الأوقات، وخاصة في أوقات النزاع”.
وعلى الرّغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا الموقّع بين الرئيسين التركي والروسي بموسكو في 5 آذار 2020، إلا أن قوات نظام الأسد وحلفائه من القوات الروسية والمليشيات الإيرانية تواصل بشكل متكرر انتهاكاتها، عبر عمليات القصف العشوائي للمناطق المدنية، أو قنص مدنيين في الأراضي الزراعية، أو عبر عمليات التسلل إلى مناطق الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا.