صفقة روسية فرنسية.. هل يدعم رفعت “الأسدية” أم سيسير وأبناءه في اصطفافات بين ماهر وأسماء؟
محللون: رفعت وأبناؤه سيخفون نواياهم الآن وسيعملون على تماسك الأسدية مؤقتا
صفقة عودة رفعت الأسد إلى دمشق تضمنت بحسب ما أعلنته صحيفة الوطن عدم تدخله بالسياسة، ولكنه وأبناءه قد يشكلون تيارا إن لم يكن ضمن النظام، ففي الحد الأدنى ضمن عائلة الأسد والطائفة التي سكنتها مخاوف بعدم الأمان على الرغم من الأثمان الضخمة التي دفعتها لحماية النظام، ولكن هل تشكل عودة رفعت الأسد دعما للأسدية نظرا لتاريخه العنيف والذي يتقاطع الآن مع خصائص النظام؟ وماذا عن الاصطفافات الجديدة ضمن العائلة نفسها ؟
تماسك الأسدية
ورأى المعارض أكثم نعيسة أنه لا يمكن استبعاد أن لرفعت وأبنائه طموحات سياسية، ولكنهم الآن لا يستطيعون كشف نواياهم خشية تعرضهم لخسائر ولذلك سيعملون على تماسك الطائفة الأسدية، وربما في مرحلة قادمة من الممكن أن تحدث انشقاقات واصطفافات متوقعا أن تقوم في الفترة الحالية شراكة على الصعيد الاقتصادي بين بشار الأسد ورفعت الأسد.
عملية سياسية استخباراتية
وقال نعيسة إن عودة رفعت هي عملية سياسية استخباراتية وفوق قانونية وخروج رفعت من فرنسا شكل خرقا للقانون الفرنسي، كما أن دخوله سوريا يمثل خرقاً للقانون السوري.
وأضاف نعيسة أن العودة جاءت ضمن صفقة روسية فرنسية هدفها محاولة دعم النظام على الصعيد السياسي والاقتصادي، لأن رفعت لا يزال يمثل كتلة مالية قوية ويمكن استثمارها ضمن سوريا وعلى المستوى السياسي لديه رأسمال وموالون وخلال السنوات الماضية لم ينقطع عن التواصل مع تابعيه ضمن سوريا وفي مرحلة سابقة طرح نفسه بديلا عن بشار الأسد.
استبعاد أي دور لرفعت
واستبعد محمود نجار رئيس الأمانة العامة لإعلان سوريا للتغيير الوطني الديمقراطي أن يكون لرفعت تأثير في النظام لأن شبكة بشار استطاعت تفكيك أي تيارات من شأنها التأثير عليه وقال: منذ خروج رفعت من سوريا تم إنهاء وحداته العسكرية والآن ليس له تأثير لا على ماهر الأسد ولا على غيره، وأيضا لم تعد لديه القدرة على استقطاب أحد، مشيرا إلى أن الطائفة أصبحت متمسكة بالسلطة لأن انهيارها سينعكس سلبا عليها.
وأضاف نجار أن عودة رفعت كانت بتواطؤ بين روسيا وفرنسا وهي عودة مجرم إلى مجرم أكبر منه وإهانة للسوريين وللضحايا وانتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
رفعت ليس مرفوضا من روسيا
وبحسب ماقاله الدبلوماسي الروسي فياتشسلاف ماتازوف للعربية الحدث فإن شخصية رفعت الأسد غير مرفوضة بالنسبة لروسيا، على الرغم من عدم الحديث رسميا عن دور روسي في إعادته إلى دمشق، في حين أكد الباحث السياسي رامي الخليفة العلي وجود صفقة بين فرنسا وروسيا وإن لم يعلن رسميا عنها.
الدور الذي تريد فرنسا لعبه في سوريا قد يكون بمباركة روسية ولكن هل يمكن أن يكون رفعت الأسد أحد أدواته ولا سيما أن لفرنسا تاريخ طويل في سوريا، منذ وثيقة عام 1929 التي وقعها وجهاء في الطائفة العلوية وتطالب فرنسا بحمايتهم.
وفي الجانب الإجرائي لعودة رفعت الأسد إلى دمشق، تبرز عناصر الصفقة ضمن ترتيبات فرنسية روسية، بحكم إقامة رفعت في باريس وصدور أحكام قضائية ضده، وعلى اعتبار أن روسيا، صاحبة القرار السياسي في البلاد، وبالتالي بيدها البت في الإجراءات التي لها علاقة بالنظام، خاصة أنها كانت وراء صفقة إبعاد رفعت من سوريا قبل نحو 37 عاما.