النظام يستثمر حملة القصف الجوي الروسي على إدلب ويصعد سياسيا وإعلاميا.. ماذا ينتظر المنطقة ؟
محللون: إدلب خاضعة لموازين قوى متعددة والحلول تحتاج لتوافق بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة
تتجه الأنظار نحو إدلب مع إعلان الكرملين عن قمة روسية تركية قريبة بعد تسخين ميداني قاده الطيران الحربي الروسي وشاركت فيه مدفعية النظام.
وتعقد في مدينة سوتشي في 29 سبتمبر 2021 قمة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما أورته تاس الروسية نقلا عن مكتب الرئاسة التركي الذي أشار أنه: “من المتوقع أن يغادر الرئيس التركي في زيارة لمدة يوم واحد لروسيا
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أعلن أن قمة الرئيسين ستناقش العلاقات الثنائية والقضايا السورية.
النظام صعد لهجته اتجاه إدلب بعيد الإعلان عن القمة، وأعلنت مصادره أن إدلب ستسير على خطا درعا بشأن عملية تسوية شاملة ولو على مراحل، ويرجح أن يندرج ذلك في إطار بروباغندا درج عليها النظام باستثمار تطورات لإظهار نفسه بأنه يحقق انتصارات سياسية.
وبين اتفاقيات جديدة رجح النظام أن يتم التوصل إليها في القمة الروسية التركية واستكمال لاتفاقيات، تترقب إدلب ما ينتظرها..
النظام يتحدث عن تغيير في سلوك الولايات المتحدة
النظام عبر صحيفة الوطن المخولة كما يبدو توجيه الرسائل باسمه ضخ على مدى الأيام الماضية أخبارا عن مصادر خاصة تتحدث بأن إدلب تتجه لاتفاقيات على غرار درعا وعلى مراحل ستبدأ بالسيطرة على طريق إم 4 ..
وقالت الصحيفة: ” إن الحراك الدبلوماسي الدولي حول سوريا يدل على رغبة واشنطن بتغيير ” سلوكها ” لإيجاد حلول ترضي موسكو في العديد من القضايا العالقة بينهما .
ترقب في إدلب لما ستؤول إليه التطورات
ولكن في الجانب الآخر من طريق إم 4 لا يزال الوضع غامضا سوى بعض تحركات لهيئة تحرير الشام تتراوح بين تكتيكات واستراتيجيات.
وعلى الجانب الآخر أيضا ثمة أهال ينتظرون ما سيؤول إليه الحراك الدبلوماسي بعد أيام زاد الطيران الروسي من سخونتها .
إدلب بنظر الأهالي ليست هيئة تحرير الشام التي تضم بضعة آلاف شخص ، والطيران الروسي لا يستهدف سوى المدنيين الذين يعدون بالملايين ، فماذا يريد الروس إذاً؟
فراس علاوي: لا اتفاقيات جديدة
المحلل السياسي فراس علاوي رأى أن لا اتفاقيات جديدة وما سيجري هو ترميم لما لم ينفذ من اتفاقيات استوجبت الاستكمال وقمة بوتين ـ أردوغان تأتي في هذا الإطار .
وقال علاوي لراديو الكل إن ملف إدلب وهيئة تحرير الشام في ظل الحديث عن انسحاب أمريكي من سوريا سيكون حاضراً في قمة بوتين أردوغان، والروس سيحاولون ممارسة الضغط باتجاه السيطرة على مناطق في جبل الزاوية وريف جسر الشغور .
باسل العودات: إدلب خاضعة لموازين قوى متعددة
ورأى باسل العودات رئيس تحرير مركز حرمون للدراسات أن موضوع إدلب هو مسألة معقدة أكثر بكثير من جنوب سوريا من حيث موازين القوى المختلفة والمتعددة وقال : الجميع له مصالح استراتيجية لا يمكن أن يتخلى عنها بسهولة، ولا يمكن أن تحل بشكل عرضي ومن خلال أن يضغط طرف على الآخر ..
ورجح أن يكون هناك توافق أمريكي روسي بخصوص إدلب، ولكنه قال إن الأهم هو التوافق الأمريكي التركي .
روسيا وفق مخططات الولايات المتحدة وليس العكس
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها مخططات وقد تحرفها في بعض الأحيان ليس لأنها مجبرة ولكن بحكم الضرورات المتعلقة بتلك المخططات وهي بدأت بخطوات بالنسبة لسوريا وكل ما يجري من حراك دولي يصب ضمن الخطط التي تضعها الولايات وليس بسبب تجاوبها مع الرؤية الروسية .
وقال إن موضوع هيئة تحرير الشام دولي مرتبط بما يجري في المنطقة وهي تحاول تجميل نفسها ولكنها لا تلقى قبولا من السوريين، وهناك إشكالية لجهة حملها على الاعتدال ودمجها أو قمعها .
درويش خليفة: الروس هدفهم قضم المزيد من الأراضي
الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة رأى أن للروس نوايا تتمثل في استمرار سياسة قضم المزيد من الأراضي، وبرأيهم أن النظام انتصر وهو ما اتضح من لقاء بوتين وبشار الأسد ، ويريدون أيضا فتح صفحة سياسية جديدة بين تركيا والنظام .
وقال خليفة لراديو الكل إن الروس وضعوا الكرة بعد اتفاق مارس / آذار العام الماضي في ملعب تركيا لجهة أن تقوم بتحييد هيئة تحرير الشام عن الطريق الدولي إم 4 ولكنهم يستخدمونها ذريعة لقضم المزيد من المناطق وهم ليسوا صادقين إذ إنهم عندما قاموا بقضم شمال حماة وجنوب إدلب لم تكن هيئة تحرير موجودة في تلك المناطق .
الحلول تحتاج لتوافق بين روسيا وتركيا
وأضاف خليفة أن الحلول في إدلب تحتاج إلى توافق بين روسيا وتركيا وأن أي اتفاق بين الروس والأمريكيين لن يستطيع تجاهل تركيا ، بحكم وجودها في إدلب .
ولفت إلى أن الجانب التركي لديه ملفات قوية للضغط على الروس ولا سيما في ظل أجواء إقليمية لمصلحة تركيا .
حديث النظام عن صفقة يبدو حديث بالرغبات وضجيج إعلامي ليس أكثر، ولا سيما أنه هدد بالحسم العسكري إن لم يتم الاتفاق على أن تسير إدلب على خطا درعا بشأن عملية تسوية شاملة، ولو على مراحل، في حين أنه لم يتمكن سابقا من إحراز أي تقدم على الأرض دون الطيران الحربي الروسي .