درعا.. الروس يلوحون بالتدخل عسكرياً إلى جانب النظام
محللون: التصعيد هدفه فرض شروط، والأهالي صامدون والرهان على قواهم الذاتية وعلى مدن وبلدات حوران
هدأ القصف على درعا البلد ظهر اليوم مع ورود أنباء عن دعوة الجانب الروسي لجولة جديدة من المفاوضات مشروطة بمعاودة القصف صباح الغد بعد أن صعدت ميليشياتِ الفرقةِ الرابعة وإيران قصفهما الذي استمر منذ الليلة الماضية حتى ظهر اليوم وسط اتهامات للجنةِ المركزية بأنها هي من طالبت بخروجِ المسلحين الرافضين للتسوية.
وقال مصدر لتجمع أحرار حوران إن قائد القوات الروسية في سوريا أبلغ وجهاء محافظة درعا بوقف إطلاق النار في مدينة درعا حتى الساعة العاشرة من صباح يوم غد الاثنين مهددا بالتدخل عسكريا إلى جانب النظام في حال عدم تنفيذ مطالب النظام .
هدنة ليست الأولى ولكن لماذا ؟
وأوضح الكاتب والصحفي أحمد المسالمة لراديو الكل أن روسيا أعلنت هدنة حتى الساعة العاشرة من صباح الغد ، بهدف إعطاء فرصة للجنة المركزية لتنفيذ شروط النظام ولكن من جهة أخرى فإن الهدنة يراد منها أيضا تخفيف الضغط على ميلشيات إيران والفرقة الرابعة بعد تعرضها لخسائر فادحة وفشل محاولاتها التقدم في أحياء درعا البلد .
وقال المسالمة إن الثوار في درعا البلد صامدون ومعنوياتهم مرتفعة ولن يكونوا لوحدهم، فقد شهدت بعض مدن وبلدات حوران عمليات متفرقة دعما لدرعا البلد ومن بينها مقتل اثنين من قوات النظام وأيضا تم استهداف ضابط وعنصر من عصابات الأسد في ريف القنيطرة المتاخم لحوران، مشيرا إلى صدور بيانات في الجنوب، واعتزامهم تنفيذ عمل منظم.
اعتقالات في بلدات حوران
وبحسب تجمع أحرار حوران فإن قوات النظام شنت حملة دهم لبعض منازل المدنيين في الشيخ مسكين بريف درعا الأوسط، واعتقلت تعسفياً عدداً من سكانها، كما نفذت المخابرات الجوية حملة اعتقالات في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، عقب مقتل اثنين من عناصر النظام بالرصاص من قبل مجهولين داخل المدينة.
وليست المرة الأولى التي تعلن روسيا فيها عن تهدئة فقد سبق أن أعلنت عن تهدئة واتفاق بعيد التصعيد الذي ترافق مع زيارة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق، إلا أنه وعلى الرغم من عدم توازن القوى بين جيش النظام والميليشيات الإيرانية وبين الأهالي فشل النظام منذ حصاره درعا البلد منذ أكثر من سبعين يوما في إحراز تقدم في أحيائها، غير أنه يستخدم سياسية التفاوض بدعم روسي والقصف بدعم من ميليشيات إيران
روسيا تسعى للضغط على الأهالي
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد حسان أن روسيا تسعى حاليا للضغط على لجان التفاوض، وتدرك أن الطرح الأخير من اللجان حول التهجير الشامل من الصعب تحقيقه لذلك تسعى إلى التصعيد.
وقال إن روسيا ومنذ اتفاق التسوية عدت أنها ضمنت دخول مؤسسات النظام إلى درعا، وما حدث مؤخرافي محاولة لإظهار عدم قدرتها على التدخل بقرارات النظام، إذ وضعت نفسها في مكان من يسعى إلى الاتفاق والتصالح ضمن إطار توقيع تسوية بين الأهالي والنظام بشروط الأخير.
روسيا لا تعبأ بالمواقف الدولية
وأضاف أن الروس والنظام اختبرا المواقف الدولية التي تكتفي بإصدار تصريحات منددة، ولذلك لا يمكن تطبيق آلية دولية جديدة في الجنوب تختلف عن آليات سابقة، والحل يكمن في الضغط على روسيا دوليا، ولا سيما أنها تعمل على تحقيق بعض التفاهمات السياسية وفق رؤيتها.
ويرى محللون وخبراء ومن بينهم نوار شعبان الخبير في الشؤون العسكرية في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية أن باستطاعة النظام وميليشيات إيران التقدم ما لم يحدث ضغط في بلدات أخرى؛ للتخفيف عن درعا البلد؛ ولا سيما أن الدفاعات الموجودة لدى الأهالي في أحياء درعا البلد لا تمكنهم من الصمود سوى لمدة محددة.
الأهالي مصممون على الصمود
ويضيف أنه أصبح واضحا للجميع أن الأهالي مصممون على الصمود حتى النهاية، لأن المحاصرين يدركون أن أي تنازل من قبلهم للنظام لن يكون بمصلحتهم ، مشيرا إلى أن ما يمكن أن يحفظ سلامتهم هو وجود ضغط دولي على روسيا والنظام، وأيضا القيام بعمليات كبيرة في بلدات ومدن أخرى من حوران.
وأمس أعلن كبيرُ المفاوضين الروس أن اللجنةَ المركزية في درعا تتحملُ مسؤوليةَ الفشلِ بسبب رفضِها دخولَ جيش النظام إلى درعا وتسليمَ السلاح وإقامةَ نقاط تفتيش
وتحدثت آخر الأنباء الواردة من درعا بأن وجهاء حوران أبلغوا ضباط النظام وميليشيات إيران اليوم بأنهم لم يتركوا خياراً لطالبي السلم سوى الحرب ، وإذا لم يتوقفوا عن القصف فستكون المواجهة على كامل حوران، في حين ناشد الأهالي جميع السوريين أينما كانوا بالوقوف إلى جانب درعا، محذرين على لسان أبو علي المحاميد أحد الوجهاء من حرب إبادة تحضر لهم ..