النظام يمهل رافضي تنفيذ شروطه في درعا حتى عصر اليوم للهجرة إلى الشمال
ضابط روسي يحمِّل في تسجيلٍ صوتي مسرب اللجنة المركزية مسؤولية فشل المفاوضات.
أعلن مصدر أمني تابع للنظام أنه تم إعطاء مهلة حتى عصر اليوم لخروج رافضي تنفيذ شروطه بالخروج إلى الشمال السوري، وذلك بعد أن أكد الناطق باسم اللجنة المركزية انحسار الخيارات بالقبول بعيشٍ في ثكنة عسكرية أو خوض حرب تقتل وتدمر كل شيء.
ونقلت قناة سما الموالية عن مصدر أمني تابع للنظام قوله إنه تم تجهيز الحافلات المخصصة لخروج المسلحين من درعا.
عدنان المسالمة: وصلنا إلى طريق مسدود
وقال عدنان المسالمة لتجمع حوران أمس إنه تم اتخاذ قرار التهجير بسبب انحسار الخيارات أمامنا إما قبولنا بأن نعيش بثكنة عسكرية أو خوض حرب تُدمّر فيها بيوتنا ويُقتّل أبناؤنا أو نهجر بيوتنا للحفاظ على أرواح أهلنا.
وأضاف المسالمة أن الوصول إلى طريق مسدود في مفاوضاته مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام والجانب الروسي سببه التيار الإيراني، مشيراً إلى أن اللجنة طالبت بتأمين طريق آمن لنقل الأهالي من المناطق المحاصرة إلى الأردن أو تركيا.
ضابط روسي يحمِّل لجنة درعا المركزية المسؤولية
وحمّل كبير المفاوضين العسكريين الروس اللجنة المركزية في درعا مسؤولية فشل المفاوضات.
وقال الضابط الروسي في تسجيل صوتي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن اللجنة المركزية رفضت دخول جيش النظام إلى درعا وإقامة نقاط تفتيش وتسليم السلاح..
وأوضح الضابط الروسي أنه تم إبلاغ اللجنة بوجوب عودة كل قرية وبلدة في الجنوب السوري إلى سلطة الدولة، واصفا مفاوضات الأمس بين اللجنة المركزية التي تمثل الأهالي ولجنة النظام الأمنية بالمتوترة.
وأضاف الضابط الروسي أن اتفاق التسوية للعام 2018 ارتبط بوجود تنظيم داعش وكان هدفه فقط وقف إطلاق النار، أما الآن فإن الوضع اختلف، ويجب أن تدخل الدولة إلى كل بلدة ومدينة في درعا.
أحمد المسالمة: الاتفاق لم يكن ينص على التهجير
وأكد الكاتب والصحفي أحمد المسالمة صحة التسجيل الصوتي، مشيرا إلى أن هدفه التشكيك بلجان التفاوض المركزية التي تمثل الأهالي وقال : “غالبا ما تقوم روسيا بتسريب مثل هذه التسجيلات حتى تثبت للأهالي أن اللجنة المركزية موافقة على ما يتم في كواليس المفاوضات”.
وأضاف أن الاتفاق كان مؤلفا فقط من أربع نقاط، وأنه لم يكن ينص على التهجير أو دخول الجيش، مع تسليم السلاح بشكل محدود، الأمر الذي فاجأ الأهالي واللجنة المركزية.
وقال إن الوضع في درعا سيء جدا، لافتا إلى أن روسيا كانت هددت في وقت سابق بأنها ستستخدم العنف من خلال الميلشيات الإيرانية إذا لم يتم تنفيذ شروط النظام بالسيطرة على درعا بجميع الوسائل المتاحة ..
قصف من النظام ومناشدات من الأهالي
وقصفت قوات النظام الأحياءِ المحاصرة في درعا البلد أمس، بعد إعلانِ اللجنةِ المركزية إفشالَ إيران للاتفاقِ الأخير، في وقتٍ ناشد فيه أهالي وفعالياتُ مدينة درعا البلد الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيرش”، والمبعوث الخاص لها “غير بيدرسون”، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وسفراء دول أصدقاء سوريا، بالتدخل السريع لإنقاذ حياة الأهالي في المنطقة، وذلك في بيان صدر عنهم الجمعة.
وأكد الأهالي في بيان نقله موقع تجمع أحرار حوران ضرورة إنقاذ أكثر من 50 ألف إنسان من المدنيين، المهددين بإبادة جماعية بعد الحصار القاسي الذي فرضه نظام الأسد على درعا منذ 75 يوماً، في ظل الهجمات العسكرية الهمجية والقصف المدفعي العشوائي على منازل وأحياء المدنيين بمشاركة من الميليشيات الإيرانية التي تهدف إلى فرض سيطرة إيران على الجنوب السوري.
ولفت الأهالي في بيانهم إلى تعنت النظام وإصراره على إخضاع المواطنين بالقوة والعنف، وتهديده بالتهجير القسري لكل من يطالب بحقه، وفق مضمون الاتفاقية التي تم عقدها برعاية روسية عام 2018، مما جعل المفاوضات تصل إلى طريق مسدود.
الأهالي أشاروا أيضا في بيانهم إلى تصاعد التهديدات من قبل النظام الذي هدد باقتحام أحياء درعا، ما يعني وقوع إبادة جماعية لسكان درعا الذين يصرون على حقهم في التمسك بأرضهم، وعدم الاستسلام والخضوع لنظام الأسد الطائفي والقوى الإيرانية التي تشاركه الهجوم والقتل، مؤكدين أن سكان درعا شهدوا كما شهد السوريون جميعاً ما سبق أن ارتكبته هذه القوى الغاشمة من مجازر مرعبة، وجرائم إبادة جماعية.