درعا.. اتفاق بطعم النصر إلى أين تسير التطورات؟
جولة مفاوضات جديدة لإنقاذ الاتفاق والنظام يتحدث عن وجود مجموعات داعشية ويدفع بتعزيزات عسكرية
دخول رتل من اللواء الثامن أحياء درعا البلد المحاصرة، خروج ثمانية أشخاص إلى الشمال، قصف على معبر للحيلولة دون عودة الأهالي إلى بيوتهم صورة تختصر ماكان عليه المشهد ليلة أمس..
ولكن ما لا يمكن اختصاره هو ما سبق هذه الصورة من تطورات سواء على الصعيد الإقليمي أو في مجلس الأمن إذ من المبكر الحديث عن تأثيره فيما ستؤول إليه الأوضاع في درعا، وإن كانت ملامح ما يرسم لها بات أقرب من مجلس الأمن وقد يصيغه الأهالي بعد ما الصمود الذي أظهروه.
اللجان المركزية تعقد جولة مفاوضات مع النظام والروس
وأكد أيمن أبو محمود الناطق باسم تجمع أحرار حوران أن اللجان المركزية عقدت ظهر اليوم جولة مفاوضات جديدة مع النظام والروس لإنقاذ الاتفاق، الاتفاق في وضع في حكم المنهار ولكن تجري الآن مفاوضات والساعات القليلة القادمة ستوضح فيما إذا كان هناك تقدم أم عودة إلى نقطة الصفر.
وقال أبو محمود إن النظام اتخذ من رفض شخصين من بين 10 أشخاص الخروج باتجاه إدلب ذريعة ليقصف الأهالي الذين أرادوا العودة إلى منازلهم في درعا البلد، مشيرا إلى أن رفض الشخصين سببه عدم انسحاب ميليشيات الفرقة الرابعة من محيط درعا البلد كما نص الاتفاق.
النظام يدفع بتعزيزات إلى درعا
وأضاف أبو محمود أن النظام دفع بتعزيزات إلى درعا مع تحليق لطائرات الاستطلاع، حيث شوهد رتل على طريق دمشق درعا 6 دبابات و8 سيارات مزودة بمضادات أرضية و4 حافلات تقل جنود..
واعترفت سانا بإرسال تعزيزات عسكرية ثقيلة وقالت إن هدف هذه التعزيزات التي ضمت رتلاً من دبابات ومدافع ثقيلة وعربات نقل جنود وصلت إلى مدينة درعا لإنهاء الوضع الشاذ في المدينة وإعادة الأمن والأمان لها.
النازحون يفترشون المدارس والمساجد
وقال أبو محمود إن نازحي أهالي درعا البلد لا يزالون يفترشون المساجد والمدارس في درعا المحطة التي تخضع لسيطرة النظام في حين أن الأهالي في الأحياء المحاصرة يعانون من فقدان المواد الغذائية الرئيسية في ظل نفاذ الطحين وعدم وجود كهرباء.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة أن الاتفاق حتى اللحظة لم يطبق وقال إن النظام ليس جديا في تنفيذ الاتفاق ولا سيما أنه فتح النار على الأهالي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أكثر بإيران التي تريد الاستحواذ على سيطرة في المنطقة لأهداف تفاوضية مع الغرب مشيرا إلى أن الأردن هو أكثر المتضرر من وجود ميليشيات إيران في المنطقة الجنوبية.
خليفة: روسيا محرجة من الوضع
وقال خليفة إن روسيا محرجة من الوضع الحالي في الجنوب أمام الدول التي وقعت على اتفاق سابق مع الولايات المتحدة والأردن بمشاركة إسرائيل، وقال إن روسيا غير قادة على ضبط الوضع على الأرض في حين أن ميليشيات إيران تمتلك قوة على الأرض خلافا لروسيا.
وتوقع خليفة تصعيدا عسكريا من جانب النظام، وهو ما ظهر من خلال قيام الفرقة الرابعة بقصف درعا البلد أمس لافتا إلى أن الاتفاق سيتعرض لخروقات كبيرة كما في الاتفاقات الأخرى التي عقدت حول إدلب..
مصادر النظام: هناك مجموعات داعشية في درعا
ومن جانبها قالت مصادر النظام إن الدولة تنظر إلى ما جرى على أنه غير كافٍ وغير مقبول وأن هناك مجموعات داعشية موجودة في منطقة درعا البلد رافضة للاتفاق وهي من تقوم بمحاولات تعطيل تنفيذه مشيرا إلى أن آخر مهلة لخروج المسلحين الرافضين للتسوية اليوم
ونقلت صحيفة الوطن عن مصادر لم تسمها القول: إن الدولة لا تزال على قرارها بفرض كامل سيادتها في محافظة درعا، موضحة أن الاتفاق يقضي بتنفيذ بنود خريطة الطريق التي سلمتها اللجنة الأمنية في المحافظة في 14 الشهر الجاري لـ اللجان المركزية للموافقة عليها، والرامية إلى تسوية الأوضاع في درعا البلد وكافة المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات مسلحة في المحافظة، وبالتالي فرض الدولة لكامل سيادتها في المحافظة.
النظام قدم لائحة بأسماء 100 شخص
وقال مصدر مسؤول تابع للنظام إن “الجهات الحكومية قدمت لائحة بأسماء 100 مسلح من المتورطين بأعمال إجرامية في درعا وطلبت تسليمهم أو ترحيلهم”.
وأكدت المصادر أن الاتفاق يقضي بتنفيذ بنود “خريطة الطريق” التي سلمتها اللجنة الأمنية في المحافظة في 14 الشهر الجاري لـ”اللجان المركزية” للموافقة عليها، والرامية إلى تسوية الأوضاع في درعا البلد وكافة المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات مسلحة في المحافظة، وبالتالي فرض الدولة لكامل سيادتها في المحافظة.
وأوضحت المصادر، أن “خريطة الطريق” تتضمن، جمع كل السلاح الموجود لدى المسلحين وترحيل الرافضين لها وتسوية أوضاع الراغبين من المسلحين، وإجبار متزعمي الميليشيات على تسليم سلاحهم الخفيف والمتوسط والثقيل ودخول الجيش إلى كافة المناطق التي ينتشر فيها مسلحون والتفتيش عن السلاح والذخيرة وعودة مؤسسات الدولة إلى كل المناطق، لافتة إلى أن تنفيذ كافة البنود يفترض أن يتم خلال أيام.
ما سبق هذه الصورة حول الأوضاع في درعا وتطوراتها سواء على الصعيد الإقليمي وقمة الملك عبد الله ـ بوتين أو في مجلس الأمن من خلال دعوات الولايات المتحدة لوقف هجوم النظام قد يجعل من المبكر الحديث عن تأثيره فيما ستؤول إليه الأوضاع في درعا، وإن كانت ملامح ما يرسم لها بات أقرب من مجلس الأمن وقد يصيغه الأهالي بعد ما الصمود الذي أظهروه .