بعد خمسين يوما على محاولات النظام اقتحام درعا البلد هل باتت حوران تحاصر فرقته الرابعة وميليشيات إيران ؟
محللون: صمود الأهالي خلخل موقف النظام وميليشيات إيران وجعل روسيا تبحث عن تهدئة وحل سلمي
مع ساعات الصباح الأولى دخل حصار البلد يومه الخمسين دون أن تتمكن قوات الفرقة الرابعة وميلشيا إيران من فرض شروط الاستسلام على حوران على الرغم من اتخاذها نحو خمسين ألفا من الأهالي إلى حالة أشبه ما يكونون معها رهائن ويخضعون للتجويع والاستهداف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة .
وقبيل فرض الحصار افتتحت روسيا ملف درعا من خلال تهديدات أطلقها جنرالها الشيشاني أسد الله بشن حرب إن هم لم يستجيبوا لمطالب النظام ، ولكن وبعد مرور خمسين يوما انتزع الأهالي معادلة جديدة تحمل بعض عناوين توازن الرعب بينهم وبين القوات الموجودة في درعا وعليه قد يقترب وضع الفرقة وميليشيات إيران إذا ما تعمقت تلك المعادلة من حالة المحاصَر بدل المحاصِر على الرغم من التباين الكبير في القوى .
صمود الأهالي زعزع موقف النظام وميليشيات إيران
ورأى الكاتب والصحفي أحمد المسالمة أن صمود أهالي درعا البلد أدى إلى زعزعة موقف قوات النظام وميليشيات إيران وأجبروا على التوقف بعد أن كانوا يرون أن دخولهم الأحياء سيكون سلسا
وقال إن الأهالي في درعا وقفوا وقفة رجل واحد للدفاع عن المحافظة ما أدلى إلى رفع المعنويات للمواجهة على الرغم من الظروف الصعبة والضغوط الذي يمارسه النظام ضدهم .
وأضاف أن الفرقة الرابعة وميليشيات إيران تحاول اللعب على عامل الوقت من خلال الحصار والاستنزاف بهدف كسر صمود الأهالي ولكنهم يواجهون بإرادة شعبية صلبة
روسيا تبحث عن تهدئة وحل سلمي
وقال إن الجميع في درعا ينظر إلى روسيا باعتبارها خرجت عن مهمتهما كضامن وهي الآن تريد حفظ ماء وجهها وتبحث عن التهدئة والحل السلمي في الجنوب ، ولكن الأهالي يرون بنفس الوقت تتعاون مع قوات النظام وميليشيات إيران
صمود درعا أوجد معادلة مختلفة بالنسبة لمناطق التصعيد
وقال مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية الأستاذ زهير سالم إن درسنا الأبلغ مما يجري في درعا هو أن الموقف المجتمعي الأهلي فرض معادلته من خلال التناقضات الموجودة على الأرض بين قوى النظام من بينها التباين بين موقف الفرقة الرابعة التابعة لإيران وقوات تتبع روسيا وأخرى تتبع النظام مشيرا إلى أن الأهالي حاولوا الاستفادة من تلك التناقضات وتمسكوا بأهداف واقعية عملية وبوحدتهم .
وأضاف أن الدرس الذي يمكن الاستفادة منه صمود درعا هو أن أهالي كل منطقة او بلدة ممكن أن يكونوا هم أصحاب القرار ، وأهالي درعا يقفون الآن عثرة أمام تقدم النظام والتهام درعا كبقية مناطق التصعيد ، واستطاعوا أن يحتفظوا بحيز من الأمن الذاتي الذي يشرف عليه الأهالي المخلصين .
نصف الهزيمة لا يعني وجود نصف آخر هو النجاح
وخلال الخمسين يوما من الحصار فشلت جميع جولات التفاوض بين اللجان المركزية وقوات النظام بمشاركة روسيا في حين تمسك أهالي حوران بمطالبهم ومن أبرزها فك الحصار والتزام الضامن الروسي باتفاق التسوية في الجنوب بحسب بيان للعشائر.
ومقابل ذلك زادت الفرقة الرابعة بين الحين والآخر استهداف الأحياء المحاصرة بهدف حمل الأهالي على التراجع عن مطالبهم في حين كان ردهم باستهداف مراكز للنظام في مناطق متفرقة من المحافظة ومن بينها قصف مبنى المخابرات الجوية في مدينة جاسم بحسب شريط مصور بثه تجمع أحرار حوران أمس.
حالة الاستهداف والرد قد تفرض معادلات جديدة لعل أبرزها تعديل الشروط التي يعمل النظام على فرضها ومنها إعادة السيطرة على حوران ، وقد يندرج في إطارها حل وسط يبدو أن الروس يعملون عليه ويعطي صفة اللامركزية على حوران بضمانة ” معدلة ” من خلال اللواء الثامن الذي يأتمر بأوامرهم .
ولا يعني نصف الهزيمة بالنسبة للنظام وميليشيات إيران وجود نصف آخر هو النجاح ، ولا سيما أن الأهالي في حوران تقدموا خطوات باتجاه إيجاد حالة توازن الرعب بالرد على استهداف النظام لدرعا البلد وقصف قواته في مناطق أخرى من حوران جعلت قوات النظام وميليشيا إيران في وضعهم في مكان أشبه مايكون بالحصار .