هل تطيح “العطاءات السامة” للنظام بالمقولة الأمنية: المشكلة بما حول الرئيس؟
محللون: الزيادات هي بروباغندا إعلامية، والنظام موجود بالاعتماد على قوته الأمنية وليس الاقتصادية
تزداد أزمة الأهالي المعيشية في مناطق سيطرة النظام سوءا يوم بعد يوم مترافقة مع أزمة النظام الاقتصادية بسبب فشله في الانتقال إلى اقتصاد مابعد الحرب التي شنها على السوريين واستنزفت طاقات البلاد البشرية والمادية وأيضا بسبب تسديد أجور الجيوش الأجنبية التي استقدمها لمنع سقوطه من ثروات البلاد التي كان من شأنها تحريك عجلة الإنتاج لحمل الليرة ووقف تدهورها .
ويعمد النظام منذ إعلانه انتصاره المزعوم على التنصل من مسؤوليته إزاء الأوضاع المعيشية فتارة يحملها على العقوبات وأخرى على تأثير الأوضاع في لبنان وأبعد ما ذهب إليه في هذا المجال قيامه بحركات استعراضية إعلامية أوحى من خلالها أنه جاد في محاربة الفساد مع تسليطه الضوء من خلال أزلامه على الحكومة باعتبارها المسؤولة عن إدارة اقتصاد البلاد مقابل تسجيله ما يسميه بعطايا مثل زيادات الرواتب أو المساعدات باسم بشار الأسد وزوجته أسماء .
الزيادات وعطاءات أسماء هي بروباغندا إعلامية
ورأى المحلل الاقتصادي رضوان الدبس أن الزيادات وعطاءات أسماء الأسد لا تعدو كونها بروباغندا إعلامية ، وقال إن نسبة زيادة الرواتب الأخيرة كانت 50 بالمئة بينما نسبة زيادة الأسعار تجاوزت الـ 100 بالمئة مشيرا إلى أن النظام سيلجأ إلى زيادة الضرائب ورفع الأسعار من جديد وطباعة أوراق نقدية ما يعني أن الأزمة ستزداد حدة على الأهالي .
وأضاف أنه لا يمكن الحديث عن الانتقال إلى اقتصاد مابعد الحرب بسبب عدم توفر عوامله ومن بينها الوضع الأمني وانتشار الميليشيات ، والوضع الاقتصادي وتفشي الفساد وإمساك روسيا وإيران بثروات البلاد ، وعدم استقرار الوضع السياسي .
النظام سيرفع الأسعار من جديد
وأضاف الدبس أن خيارات النظام محدودة والموارد الطبيعية والثروات هي خارج سيطرته ولا يوجد عملات أجنبية أو موارد تدخل إلى اقتصاده ما يعني أن ليس أمامه سوى رفع الأسعار من جديد ، وهو ما لمح إليه مسؤولون في النظام .
ومن جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو أن واقع الحال هو أن الوضع السوري سيزداد سوءا والنظام ، وقال إن النظام لن ينجح في النأي بنفسه عن المسؤولية إزاء الأزمة المعيشية ، وحتى الروس والإيرانيين يقرون بمسؤوليته وقد أصبح مكشوفا للقاصي والداني بعد أن أوصل البلاد إلى وضع كارثي بسبب الحل الأمني الذي أدى إلى إفقار الناس وتسبب بانهيار الليرة السورية ، ولم يعد هناك قيمة شرائية لها .
النظام موجود بالاعتماد على قوته الأمنية وليس الاقتصادية
وأضاف سعدو أن الروس والإيرانيين لن يسمحوا بأن تؤدي الأوضاع المعيشية إلى اسقاط النظام ، وبالأساس فإن النظام الذي يعتمد على الحل الأمني وهو موجود ليس كقوة اقتصادية بل باعتماده على قوته الأمنية والعسكرية ، مشيرا إلى أن العقوبات أيضا لن تسقط النظام والغرب يدرك ذلك .
استياء من الزيادة والعطاءات
الزيادة في الرواتب التي أصدرها بشار الأسد قبيل عيد الأضحى بـ 50 بالمئة من الراتب قوبلت باستياء لأول مرة من الأهالي نظرا لعدم امتصاصها ولو نسبة بسيطة من ارتفاع الأسعار الذي سبقها وما تسببه من ارتفاع جديد وتؤدي إلى ازدياد نسبة التضخم ..
زيادة بشار الأسد لا تختلف عن عطاء سجل باسم زوجته قبيل عيد الفطر الماضي إذ حشدت له إعلاميا وجمعت من متبرعين وجمعيات نحو 35 مليار ليرة بحسب ما أعلنه وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف ..
وأيضا قوبل هذا العطاء باستياء ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي إذ أن حصة كل مستفيد كانت 10 آلاف ليرة سورية أي أقل من 4 دولار وتشتري بضعة بيضات أو ليتر زيت
مقولة المشكلة بما حول الرئيس بدأت تضمحل
وبنظر الأهالي وبحسب ما تم رصده على مواقع التواصل الاجتماعي فإن الزيادات والعطاءات باتت موضع استياء نظرا لما تحمله من أعباء إضافية تتمثل بعدم نجاعتها في تغطية ارتفاع الأسعار قبل صدورها وتضاعف الزيادة بعد إقرارها ، وأيضا تهدف إلى ذر الرماد في العيون ولا تستطيع امتصاص ولو جزء بسيط من الغلاء الفاحش ، في حين بدأت ملامح تحميل بشار الأسد بشكل مباشر المسؤولية عن تدهور الأوضاع المعيشية .
وما كان ينتظره الأهالي بعد ارتفاع الأسعار المتزايد لم تستطع زيادة بشار وعطاءات أسماء توفيره وبدأت مقولة : ” المشكلة بما حول الرئيس ” تضمحل بعد أن نشرها النظام بين الموالين من خلال أدواته من فنانين وغيرهم
الأزمة المعيشية المتفاقمة يبدو أنها بدأت تحاصر بشار الأسد ، ويرجح أن يصل بسبب ازدياد حدتها إلى مفترق طرق ، فإما أن يعترف بمسؤوليته عنها ويعمل على مواجهتها ، أو يستمر في سياسته ما يعني أن كارثة المجاعة قادمة لا محالة .