ملف السيادة من جديد.. هل أجبرت روسيا النظام على إعلان ترحيبه بقرار التمديد للسماعدات بعد أن رفضه بشكل قاطع..
محللون: النظام يتبع روسيا والأخيرة تكذب عليه، والتصريحان المتناقضان رسالتان للداخل والخارج
تراجع النظام عن تصريحات سابقة أعلن فيها عبر مندوبه في الأمم المتحدة بسام الصباغ رفضه القرار 2585 القاضي بتمديد المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى وأطلق من خلال وزير خارجيته فيصل المقداد تصريحات أعلن فيها ترحيبه بالقرار .
تصريحا الصباغ والمقداد عكسا حالة إرباك أصابت النظام بعد أن وافقت روسيا على القرار في حين بنى النظام مواقفه على إعلان روسيا حتى قبل ساعات أنه سيستخدم الفيتو وتبعها مسؤولو النظام بترديد نفس التصريحات ما أعطى انطباعا بأن القرار الأممي ربما لن يمر حتى أن المعارضة والمنظمات الإنسانية بدأت تتحدث عن بدائل .
ولكن لماذا تراجع النظام وبشكل علني وهل جاء بطلب روسي ، ألا يعطي ذلك إثباتا جديدا على عدم شرعية النظام باعتباره مرتهن للقرار الروسي ولا سيما أن التمديد للمساعدات الإنسانية جاء بتفاهم أمريكي ـ روسي قد يشكل بداية لتفاهم على ملفات أخرى بين الجانبين ، وأين هو التنسيق مع روسيا والعلاقات الندية والصداقة التي بات النظام يتحدث بها بعد الانتخابات بشكل مكثف ؟
التصريحان المتناقضان رسالتان للداخل والخارج
باسل حفار مدير مركز إدراك للدراسات رأى أن تغير موقف النظام من القرار يشير إلى ارتهانه للموقف الروسي ، وقال إن تصريح صباغ هو رسالة للداخل ولمواليه بأنه لم يغير موقفه أو يستسلم فيما بعث النظام من خلال تصريح المقداد برسالة إلى المجتمع الدولي بأنه منصاع للروس ولموقفهم الجديد .
وأضاف حفار أن النظام لا يتقن سوى القبضة الأمنية وقمع الحريات وسرقة وتجويع الأهالي ، مشيرا إلى أنه قد يتجه إلى الانغلاق على نفسه على نمط كوريا الشمالية والتحكم بمصادر المعرفة وقنوات الاتصال وضبط الاقتصاد ولا سيما أنه لا يوجد لديه خطط للخروج من الأزمة .
النظام يتبع سياسة روسيا والأخيرة تكذب عليه
الكاتب والصحفي منار عبد الرزاق رأى أن نظام الأسد هو منهك سياسيا ومنتهك ومخترق وغير قادر على اتخاذ موقف سياسي واضح والملف الخارجي بشكل كامل بيد الروس والملف العسكري بيد الإيرانيين وفي نفس الوقت النظام لا يكترث لما يقال عنه سواء بالداخل أو الخارج .
وقال عبد الرزاق إن النظام يتبع سياسة روسيا ، والأخيرة تكذب عليه لأن ما يهمها هو تقديم مبادرات حسن سلوك للأمريكيين على غرار عدم استخدام الفيتو ، وإن ملفات القضية السورية هي ورقة ابتزاز
وأضاف عبد الرزاق أن النظام لا يملك مقومات الرفض ، ويحاول اللعب على تناقضات الموقفين الروسي والإيراني لتحصيل مكاسب للأسرة الحاكمة والدائرة الضيقة والمسؤولين الأمنيين الذين بات الإيرانيون والروس يتحكمون بهم .
ورأى أن النظام مجرد بروباغندا إعلامية لتشريع وجود المحتلين الروسي والإيراني ولا يملك من قراره أي شيء وهو شاهد زور وموقع على استباحة الثروات السورية وإعطائها بشكل مجاني مقابل بقاء الأسرة الحاكمة ، وهو لا يملك فعالية القرار .
تراجع النظام عن تصريحات سابقة فضيحة
ويعد تراجع النظام عن تصريحات سابقة فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح المتعلقة بالسيادة التي يتحدث عنها ، بل زاد في التركيز عليها بعد الانتخابات الرئاسية في حين لا يزال حبيس بضعة مؤسسات مهمتها ملاحقة السوريين أمنيا وإدارة الأزمة المعيشية .
ويزداد التأكيد يوما بعد يوم بأن الحديث عن سوريا ومستقبلها هو خارج النظام وجميع السوريين ، في حين أنه لا يشعر بالخزي بأنه سلم البلاد للروس والإيرانيين ولا يستطيع اتخاذ أي قرار سيادي ، وخاصة أن جل تركيزه هو على بقائه في الحكم .
وتراجع النظام بضغط روسي ليس الموقف الأول الذي يتعرض له لانتهاك واضح للسيادة من قبل الروس وغيرهم ، ويرجح أن تتواصل تلك الانتهاكات دون أن يستطيع القيام بأي رد فعل وأكثر ما يمكن أن يفعله هو زيادة تقاربه مع الإيرانيين بهدف اللعب على التناقضات بينهم وبين الروس ولا سيما أن الجانبين يحتاجانه من أجل التوقيع على معاهدات واتفاقيات مع ضمان بقائهم في البلاد والتمدد فيها أكثر .