قصة آخر امتحان دموي لـ 20 طفلاً في مدارس عنجارة بحلب… والحاج: المدارس تستهدف بمعدل مرة يومياً
راديو الكل ـ خاص
عشرون طفلاً في مدارس عنجارة بريف حلب الغربي وضعو أسمائهم على ورقتهم الإمتحانية، ولم تمض دقائق حتى صعدت أرواح عشرين منهم للسماء مع معلمتهم التي نزحت من حمص ووضعت نفسها تحت خدمة تعليمهم.
كان ذلك بفعل القصف الروسي الذي شن حملة إجرامية على ثلاث مدارس في المنطقة وهي ابتدائية عنجارة الشماليه وثانوية عنجارة للبنين، وعنجارة للبنات، وزاد المأساة أن المجزرة كانت أثناء امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الجاري
وأصدرت مديرية تربية حلب عقب ذلك تعميماً إلى المدارس الرسمية والخاصة والمؤسسات التعليمية ومن في حكمها إثر مجزرة عنجارة طلبت فيه من المشرفين في المجمعات التربوية في مدينة حلب وريفها تعديل برنامج الامتحان النصفي وتوقيته بما يتناسب مع وضع كل منطقة، وصرف الطلاب في جميع المراحل بعد انتهاء الامتحان مباشرة، دون إحداث تجمعات.
وقال نائب وزير التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن الحاج لراديو الكل إن أكثر من 200 مدرسة استهدفت خلال العام 2015 منها 35 مدرسة من قبل الطيران الروسي بمعدل استهداف لمدرستين كل 3 أيام، لكن الإحصائية تطورت لاحقاً، وصار الطيران الروسي يستهدف مدرسة واحدة بمعدل كل يوم بأسلحة وصواريخ موجهة ما يعني ـ حسب الحاج ـ أن الهدف محدد مسبق والدليل استهدف مدارس عنجارة دفعة واحدة بذات التوقيت.
وأشار إلى أن جزءاً من تدمير المدارس هو تدمير ادارتها، حيث إن مقراتها الإدارية كانت تضرب بمعدل 3 مرات أسبوعياً كما حصل في الغوطة الشرقية، إضافة لاستهداف المراكز الامتحانية، مايؤكد أنه لدى الروس معلومات بأن الطلاب يؤدون امتحانات في لحظة استهدافهم
وعن إجراءات الحكومة المؤقتة لحماية المدارس في هذا الصدد، قال: اتخذت الحكومة المؤقتة عدة إجراءات لتأمين أكبر قدر من الحماية للطلاب لكنها لاتستطيع إيقاف التعليم، ومن أهم ما أوعزت به نقل الطلاب للملاجئ والتي تحولت لمدارس تعليمية ميدانية وخاصة في حلب وريفها وإدلب وجنوب سوريا، ولكن هذه الفكرة لا يمكن تطبيقها بكافة المناطق وإنما بتلك التي تعتبر حيوية فقط والتي يريد النظام تحقيق أهداف إجرامية فيها. مشيراً إلى أن تجربة الملاجئ لا تخلو من سلبيات هي الأخرى فالجدران بالكاد تعزل الأصوات، عدا عن وجود ضغط نفسي يوازي ضغط الانفجارات وصعوبة التنقل بظل الظروف العسكرية وضيق الأماكن وصعوبة التنفس الأمر الذي يضطر الأساتذة لاختصار الدروس.
وعن تأثير هذا الجو على تدفق الطلاب للمدارس، قال نائب وزير التربية: الكثير من العائلات لم يعد لديها الرغبة لارسال أبنائهم للمدارس خوفاً عليهم، كما إن الحاجة الاقتصادية رفعت نسبة التسرب المدرسي، ويتعرض الأساتذة لذات الضغوط الاقتصادية، فأغلبهم بقي يعمل لفترات طويلة بشكل تطوعي ـ حسب الحاج ـ واستطاعت الحكومة المؤقتة على حد قوله تأمين رواتب المعلمين لست محافظات عن ستة أشهر.
بالنهاية، هي ضريبة العلم، بعض الطلاب قرروا دفعها من دمائهم بتشجيع من أهلهم لأن هؤلاء أعطوا العلم مرتبة قدسية تعادل الروح والحياة، وآخرون دفعهم خوفهم على أبنائهم لمنعهم من الذهاب للمدرسة فارتفعت نسب التسرب المدرسي وصرنا نرى فيما بعد أطفال بعشر سنوات يتعلمون مناهج الصف الأول الابتدائي بعد فترة انقطاع طويلة لكنهم قرروا أن يبدؤوا الخطوة الأولى ولو متأخرين وعلى مبدأ ” أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام”.