الدفاع المدني: قصف عفرين وإدلب “تحدّ صارخ للإنسانية وللقانون الدولي الإنساني”
فريق "الخوذ البيضاء" قال إن تزامن القصف على عفرين وإدلب يكشف "نية مبيتة" لدى قوات النظام و"سوريا الديمقراطية"
وصف فريق الدفاع المدني السوري قصف عفرين ومناطق إدلب من قبل قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية بأنها “جرائم” تشكّل “تحدّياً صارخاً للإنسانية وللقانون الدولي الإنساني”، وطالب المجتمع الدولي “بالوقوف بحزم أمام هذه الممارسات والجرائم ومحاسبة مرتكبيها”.
جاء ذلك في بيان أصدره “الدفاع المدني” أمس السبت، تعليقاً على سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والكوادر الطبية ومتطوّعي الخوذ البيضاء، في “جريمة إرهابية جديدة”، جراء قصف صاروخي على مدينة “عفرين”، مصدره المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية.
وقال بيان “الخوذ البيضاء”: “إن هذه الجريمة المضاعفة هي استمرار للإرهاب اليومي الذي يُمارس بحق الشعب السوري والذي يهدف لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين والمستجيبين الأوائل من العمال الإنسانيين، لاسيما أن القصف المزدوج الذي استهدف المشفى في قلب مدينة عفرين التي أُسعف إليها المصابون بعد الضربة الأولى كان هدفُه المباشر زيادة الضحايا وقتل العمال الإنسانيين ومتطوعي الخوذ البيضاء الذين هُرعوا لإنقاذ الضحايا”.
وأوضح البيان أنه في الوقت الذي تعرضت فيه مدينة عفرين للقصف، كان نظام الأسد وحليفه الروسي “ينفذون جريمة شبيهة في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب عبر حملة تصعيد عسكرية متواصلة للأسبوع الثاني راح ضحيتها عشرات الأبرياء”.
وشدّد بيان “الدفاع المدني” على أن “هذا التزامن بين ما يتعرض له ريف إدلب الجنوبي ومدينة عفرين من تصعيد عسكري” دليل على “النيّة المبيّتة من هذه الهجمات والأطراف التي تقف خلفها بهدف خلط الأوراق وفرض واقع على الأرض قبل اجتماع مجلس الأمن في 11 من تموز للتصويت حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، ليكون التفاوض فوق أشلاء ودماء السوريين، كعادة مجرمي الحرب”.
وأوضح “الخوذ البيضاء” أنه ينظر إلى هذه “الجرائم” على أنها “تحدٍّ صارخ للإنسانية وللقانون الدولي الإنساني”، وطالب المجتمع الدولي “بالوقوف بحزم أمام هذه الممارسات اللاإنسانية الممنهجة وبمحاسبة مرتكبي جريمة مشفى الشفاء وغيرها من الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق السوريين”.
وحذّر “الدفاع المدني” من أن “التهديد بإنهاء وقف إطلاق النار الحالي قد بدأ فعلاً بنشر الذعر بين 4 ملايين من المدنيين ودفعهم لإيجاد مأوى جديد في رحلة نزوح جديدة”، لافتاً إلى أن من بينهم “أكثر من مليوني مهجّر قسراً نصفهم يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي لا يمكن لأحد توقع حجم الكارثة التي ستحل بهم، لا يمكن الانتظار حتى يصبحوا ضحايا”.
وختم “الخوذ البيضاء” بيانه بتأكيد ضرورة “تحييد هؤلاء المدنيين عن التوازنات الإقليمية والدولية التي قد تنهار بأية لحظة”، مشيراً إلى أن بينما “الطريق الأسلم والأوضح” يبقى “بالحل السياسي الشامل وفق قرار مجلس الأمن 2254 الذي ما يزال بعيداً على ما يبدو ليستمر المدنيون بدفع الثمن، لكن هذه المرة من دون وجود أماكن تؤويهم”.
وارتفع عدد ضحايا قصف قوات سوريا الديمقراطية على “عفرين” شمالي حلب أمس، إلى 19 قتيلاً وأكثر من 40 مصاباً، وسط ترجيحات بازدياد عدد الضحايا بسبب وجود حالات حرجة، بحسب ما أفادت به مصادر طبية لمراسلة “راديو الكل” في المدينة.
وتزامن الهجوم على عفرين مع تصعيد عسكري للنظام في ريف إدلب الجنوبي منذ الأسبوع الماضي، سقط فيها قتلى وجرحى مدنيون بينهم 13 شخصاً في قصف مدفعي استهدف بلدة “إبلين” في “جبل الزاوية”، يوم الخميس الفائت.