البدء بنقل 100 عائلة عراقية من “الهول” السوري إلى الموصل
مسؤولون أمريكيون يرون في هذه الخطوة "إشارة أمل" لإعادة الآلاف من المخيم إلى ديارهم
يستعد مخيم “الهول” شرقي محافظة الحسكة إلى نقل 100 عائلة عراقية، اليوم الثلاثاء، إلى مخيم واقع في محافظة نينوى شمالي العراق.
ونقل موقع “الحرة” الأمريكي عن “مصدر أمني” أن حافلات وصلت إلى مخيم الهول، لنقل 100 عائلة عراقية تضم 500 فرد، إلى مخيم “الجدعة” في أطراف محافظة نينوى.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قالت إن المسؤولين في الولايات المتحدة يرون في هذه الخطوة “إشارة أمل” لإعادة الآلاف من المخيم إلى ديارهم.
ويوم الجمعة الماضي، قام قائد القوات الأمريكية المركزية “سينتكوم” الجنرال “كينيث ماكينزي” الجنرال الأميركي، فرانك ماكينزي، بزيارة غير معلنة إلى شرقي سوريا سوريا، التقى خلالها قائد قوات سوريا الديمقراطية التي تدير مخيم “الهول”.
وخلال الزيارة عبّر “ماكينزي” عن تفاؤله بانتقال الأسر من مخيم الهول، بعد أن كان قد حذر مراراً من أن الشباب في المخيمات باتوا “متطرفين وسيشكلون الجيل القادم من المقاتلين الخطرين”.
وقال ماكينزي للصحفيين الذين سافروا معه إلى سوريا: “ستكون الخطوة الأولى من العديد من عمليات إعادة (اللاجئين إلى وطنهم)، وأظن أن ذلك سيكون المفتاح نحو خفض التعداد في مخيم الهول، وبالطبع في مخيمات أخرى في كافة أنحاء المنطقة”.
وشدّد ماكينزي على أن “الدول بحاجة لإعادة مواطنيها (..) وإعادة دمجهم، وتخليصهم من التطرف عند الضرورة، وجعلهم عناصر منتجة للمجتمع”.
كما نقلت “أسوشيتد برس” عن مسؤول أمريكي كبير (لم تسمّه) تأكيده أن نقل الأشخاص من المخيم يعد أحد الملفات التي تناقشها الحكومتان الأمريكية والعراقية، ضمن سعيهما لوضع خارطة طريق للعلاقات الدبلوماسية والعسكرية المقبلة فيما بينهما.
وفي 6 أيار الحالي، حذّر محافظ نينوى “نجم الجبوري” من نقل عائلات تنظيم داعش من مخيم الهول شرقي سوريا، إلى مخيم “الجدعة” جنوبي الموصل؛ مؤكّداً أن المضي بهذا الإجراء “قد يُخرج الأمور عن السيطرة”.
وقال “الجبوري” في كتاب رسمي وجّهه إلى رئاسة الوزراء العراقية، بحسَب ما نقلته وكالة “الأناضول”، إن “هناك رفضاً شعبياً واسعاً لنقل عائلات تنظيم داعش من نازحي مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة في ناحية القيّارة جنوب الموصل”.
وأوضح الجبوري في بيان له، أن “الاستمرار في هذا الإجراء، قد يؤدي إلى اقتحام المخيم من المتضرّرين من التنظيم الإجرامي وخروج الأمر عن السيطرة”، داعياً إلى “التريث في الإجراء”.
وبات مخيم الهول يشكّل ما يشبه “أزمة دولية” داخل الأراضي السورية، مع وجود الآلاف من عوائل وأطفال مقاتلين أجانب في تنظيم داعش، ترفض غالبية دولهم استعادتهم رغم مناشدات الوحدات الكردية والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
ويُعد “مخيم الهول” (45 كم شرقي الحسكة) أكثر المخيمات سوءاً داخل الأراضي السورية حتى إنه أطلق عليه اسم “مخيم الموت”، ويشكل اللاجئون العراقيون العدد الأكبر من قاطنيه، حيث يتجاوز عددهم هناك 30 ألفاً، من أصل نحو 62 ألفاً (أكثر من 80 بالمئة منهم نساء وأطفال)، بينهم كذلك نازحون سوريون وعوائل عناصر تنظيم داعش الأجانب.
ويشهد المخيم أوضاعاً إنسانية مأساوية سجّل خلالها وفيات بين الأطفال بسبب قلة الرعاية الصحية أو البرد، إضافة إلى أوضاع أمنية مضطربة تتمثل بعمليات اغتيال متكررة يُقتل فيها مدنيون غالبيتهم عراقيون.
وفي 8 من شهر شباط الماضي، نشر الموقع الإلكتروني الرسمي لـ”مجلس حقوق الإنسان” (أحد هيئات الأمم المتحدة ومقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا)، بياناً دعا فيه خبراء حقوق الإنسان في المجلس، سلطات 57 دولة لاستعادة مواطنيها من مخيمي “الهول” و”روج” في سوريا بشكل فوري، مشيرين إلى ظروف احتجاز “لا إنسانية” يتعرض لها قاطنو المخيمين.
وطالب الخبراء الدول المعنية بالتقرير (بينها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا ودول عربية وآسيوية) باتخاذ “خطوات إيجابية” و”تدابير فعالة” لوقف “الانتهاكات الجسيمة” التي يتعرض لها مواطنوها في المخيمين المذكورين، ودعا الدول المقصودة بالتقرير إلى إعادة مواطنيها والعمل على “إعادة اندماجهم بالدعم الاجتماعي والنفسي والتعليمي الكافي”.