النظام يؤكد أن ديمقراطيته أفضل بألف مرة من ديمقراطية أميركا فهل “الدبكة” هي الدليل؟
الاعتماد على جوقة امتهنت فرض رؤى قسرية لا أساس واقعياً لها إحدى سمات الأنظمة الفاشية
بدت الاحتفالات المرافقة للانتخابات التي ينقلُها الإعلام بكثير من التغطية تطغى على الفعالية الأساسية بحيث تُظهرُ المحتفلين بفرحٍ يتجاوز المناسب الشخصية كالأعراس وغيرها، ولا تتعلق الفعاليات المنتشرة من خلال الدبكات أو الرقص والأغاني بالانتخابات إلا من حيث العنوان كمناسبة يراد منها رسم صورة ما يريد النظام أن يقتنع به ويفرضه على المجتمع.
وتعمل على زركشة تلك الصورة جوقةٌ امتهنت فرض رؤى قسرية لا أساس واقعياً لها ولا تتعلق بمنحى محدد بل هي نهج قديم جديد سياسي وعسكري واجتماعي، والجميع يعمل بهدف واحدٍ هو تغيير الحقائق من خلال الكلام والشكليات غير المسؤولة واختراع عبارات أو القاء اتهامات كيفما اتفق ومن بينها التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية النظام فيصل مقداد وقال فيها إن انتخابات سوريا هي أفضل بآلاف المرات من الانتخابات الأمريكية المهزلة التي اطلعتم عليها”.
ورأى د. طلال المصطفى الأكاديمي والباحث في مركز حرمون للدراسات أنه من الصعب تصور أن تصدر مثل هكذا تصريحات عن وزير خارجية أو عن شخص عاقل، وهو يعلم أنه لا يقول الحقيقة وأن لا يوجد حتى بين الموالين من يصدقه، ومثل هذا التوصيف ينطبق على بقية الجوقة التي تعمل في إطار النظام.
وأضاف المصطفى أن النظام شكل طبقة من الفاسدين والفاشلين في جميع المؤسسات ولهم مصلحة حقيقية في الدفاع عن النظام والكذب حتى يصدقون أنفسهم مشيراً إلى أن مثل هؤلاء خارجون عن المنظومة القيمية المجتمعية وهم مكملون لأجهزة النظام وهم جزء منهم لأنهم يقومون بغسيل عقول الناس.
ويعتمد النظام في حكمه على جوقة سياسية على غرار فيصل مقداد وعسكرية مثل سهيل الحسن واجتماعية على غرار رجال دين أو فعاليات أخرى.. وهؤلاء يظهرون من خلال كلامهم عن الرئيس بأنهم صادقون في ولائهم له على الرغم من أنهم يغيرون الحقائق وهم يدركون ذلك.
ويرى المحلل السياسي نبيل شبيب أن الولايات المتحدة لا تعبأ بتصريحات على شاكلة تلك التي أدلى بها فيصل مقداد حول ديمقراطية النظام وبأنها أفضل من ديمقراطية الولايات المتحدة وقال: إن مجموعة التصريحات والسياسات التي تصدر عن النظام ليست مبنية على علم سياسي وإنما تدل على نوع من التسلط وفعل كل شيء من أجل التسلط.
وأضاف شبيب أنّ الدول الغربية لا تهتم بالانتخابات في سوريا وليست هي العامل الحاسم في التعامل مع سوريا من خلالها والولايات المتحدة لو استطاعت أن تجد بديلاً عن بشار الأسد لكانت أسقطته منذ زمن بعيد.
ويريد النظام من خلال جوقة المزاودين من الشخصيات العامة أن يكونوا مثالاً لما يجب أن يسير عليه الشعب، على الرغم من أنه يدرك تماماً أنهم منافقون ولكن أن يتبع الشخص مصلحته فهي أمر شخصي وهو حر في ذلك والأمر بينه وبين ضميره أما أن يقدم نفسه أو يقدمه النظام على أساس أنه شخصية عامة ويتحدث بغير الحق فتلك مسألة تتعلق بالمجتمع وتستهدف منظومته القيمية.