درعا تستبق انتخابات الأسد بإضراب عام ودعوات للتظاهر (فيديو)
استبقت عدة مدن وبلدات في محافظة درعا، إجراء نظام الأسد “مسرحية” انتخابات الرئاسة، غداً الأربعاء، بإضراب وإغلاق عام، رفضاً لتلك الانتخابات.
وقال موقع “تجمُّع أحرار حوران” إن معظم المحال التجارية في مدينة “نوى” بريف درعا الغربي أغلقت أبوابها، اليوم الثلاثاء، بعد دعوات وجّهها معارضون من أبناء المدينة، دعت للإضراب والإغلاق العام.
ونقل الموقع عن “مالك النواوي” (اسم مستعار لتاجر من المدينة) قوله: “سأقوم بإغلاق محالي التجارية خلال الأيام القادمة، وذلك من أجل مقاطعة المهزلة الانتخابية، ورفضاً لعمليات الاستفزاز التي يقومون بها مؤيدين النظام من خلال الحفلات ومسيرات التأييد لبشار الأسد”.
وتُعد مدينة “نوى” من أكبر مدن محافظة درعا، وتنتشر بها أفرع أمنية كالمخابرات الجوية والعسكرية من خلال مقار ومفارز أمنية، ويحيط بها من الجهة الغربية “تل الجابية” الذي يعد مركزاً عسكرياً لقيادة اللواء 61 التابع لقوات النظام.
في السياق نفسه، رصد “تجمع أحرار حوران” الأسواق والمحلات التجارية المغلقة في بلدة صيدا شرقي درعا، والتي تُظهر قيام أصحابها بالإضراب “احتجاجاً على إجبار المدنيين للمشاركة في المسيرات الموالية لنظام الأسد”.
وأفاد الموقع نفسه أن مدينة “الحراك” شرقي درعا، شهدت حالة شلل تام في حركة السير، حيث أغلق شبان من المدينة كلاً من الطرق التي تربطها بمدن وبلدات “ازرع، ونامر، ومليحة العطش”، في حين أغلقت 80% من المحال التجارية داخل المدينة، واقتصرت التجارة على المحال الأساسية فقط.
وفي السياق نفسه، أغلق عشرات الأهالي في مدينة “طفس” غربي درعا، محالهم التجارية تضامناً مع بقية المدن والبلدات، ورفضاً منهم الانتخابات الرئاسية، بحسَب “أحرار حوران”.
ودعا ناشطون في محافظة درعا إلى مظاهرة شعبية حاشدة في “درعا البلد” عصر اليوم الثلاثاء، وأخرى مماثلة في مدينة “بصرى الشام” يوم غد الأربعاء، تعبيراً عن رفضهم للانتخابات الرئاسية، واستيائهم من وضع صناديق للانتخاب “داخل المدن التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى”، وتحت شعار “لا شرعية لنظام الأسد وانتخاباته”.
وقال “تجمع أحرار حوران” في تقرير سابق، إن نظام الأسد أجبر طلاب الجامعات والمعاهد للخروج في مسيرة تأييد لبشار الأسد، تحت الضغط والتهديد.
وأمس الإثنين، دعت لجان ومجالس وهيئات شعبية في محافظتي درعا وريف دمشق، عبر بيان مشترك، إلى مقاطعة “انتخابات الرئاسة”، ووصفت المشاركة فيها بأنها “خزي وعار”.
وشدّدت الجهات التي أصدرت البيان بالقول: “إننا أهالي وعشائر حوران نؤكد على أنه لا شرعية لانتخابات تجري في مناخ استبدادي تصادر فيه إرادة السوريين، وتعتبر هذه الانتخابات حلقة في سلسلة الهيمنة الإيرانية على قرارات الدولة السورية”.
وختم البيان بتأكيد أن “إعادة تأهيل النظام على أنقاض وطن محطم ما هو إلا تجاهل لحقوق السوريين والتفاف على قرارات الشرعية الدولية”، كما عدّ يوم الانتخابات “يوم حزن وحداد” ووصف المشاركة فيها بأنها “خزي وعار”.
وفي نيسان الماضي، أصدر ناشطون في مناطق عدة من محافظة درعا بيانات تدعو إلى مقاطعة “مسرحية الانتخابات” وعدم فتح مراكز اقتراع داخل المحافظة، في حين انتشرت بيانات أخرى في معظم مدن وبلدات المحافظة، تتوعد من يساهم في افتتاح مراكز انتخاب ومن يروّج للانتخابات في المحافظة.
وخلال أيار الحالي، انتشرت صور وملصقات ورقيّة على جدران المساجد والبلديات والمرافق العامّة في محافظة درعا، تدعو إلى مقاطعة الانتخابات.
وعلى الرغم من سيطرة نظام الأسد على درعا وريفها صيف العام 2018، إلا أن غالبية مدن المحافظة لا تزال تشهد مظاهرات ضد نظام الأسد، ولا سيما بعد عدم التزام النظام بنقاط “اتفاقات التسوية”.
وتنطلق بعد غد الأربعاء انتخابات الرئاسة في مناطق النظام، المحسومة سلفاً لصالح ولاية رابعة لبشار، مع دخول الثورة السورية ضدّه عامها الحادي عشر، وفي ظل ارتهان نظامه لكل من روسيا وإيران اللتين دعمتا بقاءه مستغلّتين الموقف الدولي الضعيف تجاه ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منذ العام 2011.
درعا – راديو الكل