“لا تعبثوا معنا”.. مسؤول عسكري أمريكي يوجه رسالة للقوات الروسية في سوريا
حذّر قائد القوات الأمريكية المركزية “سينتكوم” الجنرال “كينيث ماكينزي”، القوات الروسية من “التحرّش” بالقوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، مؤكداً سعي بلاده إلى “تهدئة التوتر” بين الجانبين هناك.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها “ماكينزي” خلال زيارة خاطفة له إلى منطقة شمال شرقي سوريا، بحسَب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وفي الزيارة نفسها التقى قائد القوات الأمريكية المركزية بـ”مظلوم عبدي” قائد قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- وزار قواعد أمريكية للقوات الخاصة المنتشرة في شرقي وشمال شرقي سوريا.
وتأتي تحذيرات المسؤول العسكري الأمريكي رداً على “تحرّشات” تعرضت لها القوات الأمريكية من جانب القوات الروسية، دفعت “ماكينزي” إلى إعطاء أوامر بنشر مركبات “برادلي” القتالية المدرّعة في سوريا.
وأوضح “ماكينزي” أن نشر “مدرعات برادلي” أرسل رسالة مفادها “هذا ليس الوقت المناسب للعبث مع الأمريكيين في المنطقة”.
وأشار المسؤول العسكري الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة تسعى “لتهدئة التوترات مع القوات الروسية”، حيث قامت في سبيل ذلك بإرسال وحدة خاصة من اللغويين الروس لتجنب سوء الفهم “حتى لا يضيع شيء في الترجمة”، وفق تعبيره.
ويوم الخميس الماضي، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن “مصادر سياسية ودبلوماسية في واشنطن”، أن إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” عازمة على تنفيذ “مسلمة أساسية”، تتلخص “بالرغبة في الانسحاب من سوريا”، شرط “الحفاظ على ما تحقّق من إنجازات في مواجهة تنظيم داعش”.
وبحسَب ما أوضحت المصادر لـ”الشرق الأوسط”، فإن هذه الرغبة الأمريكية هي ما يفسّر أسباب تأخر إدارة بايدن في تعيين مسؤول أمريكي خاص إلى سوريا، مرجّحة أنه “قد لا يتم تعيينه أبداً”.
وليس واضحاً ما إذا كانت تصريحات الجنرال الأمريكي نفياً غير مباشر لما أوردته صحيفة “الشرق الأوسط”، في ظل غموض يكتنف إستراتيجية إدارة بايدن في التعاطي مع الملف السوري، بعد نحو أربعة أشهر من وصوله إلى البيت الأبيض.
وفي السادس من أيار الحالي، أعربت روسيا عن “قلقها” من تكثيف قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن شحنها الجوي، وازدياد تحركات هذه القوات في المناطق الشرقية من سوريا.
وقال نائب رئيس ما يسمى “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا “الأميرال ألكسندر كاربوف” إن “ممارسات القيادة العسكرية الأمريكية في مناطق شرق الفرات.. تلحق ضرراً خطيراً بآفاق التسوية السياسية” في سوريا.
وقبلها في الرابع من الشهر نفسه، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتهاك الاتفاقات الخاصة بمنع الاشتباك بين قوات البلدين في سوريا، والموقّعة عام 2015.
وينتشر في شرقي وشمال شرقي سوريا نحو 1000 جندي أمريكي (العدد يزيد وينقص بحسب تصريحات رسمية صادرة عن الجيش الأمريكي) موزّعين على عدة قواعد عسكرية في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، بالإضافة إلى وجود ما يقارب 200 جندي في قاعدة “التنف” على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.