موقع أمريكي: تغييرات “جذرية” في قيادات المكاتب الأمنية لمليشيات إيران بدير الزور
التغييرات أعقبت زيارة مسؤول إيراني كبير إلى المحافظة منذ عدة أيام
أجرت إيران “تغييرات جذرية” في المكاتب الأمنية لمليشياتها بدير الزور، في خطوة مفاجئة أعقبت زيارة “مسؤول رفيع” إلى المحافظة.
ونقل موقع “الحرة” الأمريكي، أمس الجمعة، عن “مصدر أمني” (لم يكشف هويته) قوله، إن مسؤولاً إيرانياً كبيراً زار مقرّات المليشيات التابعة لـ”الحرس الثوري” في محافظة دير الزور، منذ ثلاثة أيام، وعلى إثر ذلك طرأت تغييرات في مركزية المكاتب الأمنية للمليشيات الإيرانية، والتي لم تُعرف الغاية منها حتى الآن.
وبحسَب ما أفاد به “المصدر الأمني” لـ”الحرة” فإن تلك التغييرات تمثّلت بإقالة الأشخاص القائمين على مركزية المكاتب الأمنية لعدة مليشيات، أبرزها “أبو الفضل العباس”، وأخرى تتبع بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني.
ويضيف المصدر أن “مركزية المكاتب الأمنية” للمليشيات الإيرانية في دير الزور تضم قادة سوريين وأجانب، وأشار إلى أن هؤلاء أقيلوا جميعاً، وتم تعيين قادة جدد بدلاً عنهم.
ولم تقتصر التغيرات الأمنية على مليشيا من دون غيرها، بل انسحبت على جميعها، على رأسها ميليشيا “أبو الفضل العباس”، حسب حديث المصدر الأمني.
إمبراطورية أمنية وعسكرية
ونقل موقع “الحرة” تقريراً حديثاً لموقع “أتلاتنيك كونسيل” قال فيه: إن “إيران تمكّنت من بناء “إمبراطورية عسكرية وأمنية” في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عقب تدخلها هناك لإنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط”.
ووفقاً للتقرير، فإن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو: إلى أي مدى يمكن أن تحافظ إيران على نفوذها العسكري في دير الزور إذا أصبحت روسيا التي تملك مصالح استراتيجية في سوريا أقل تسامحاً مع تدخل إيران؟.
ومنذ العام 2012 تدخّلت إيران عسكرياً بشكل مباشر في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، وروّجت في سبيل ذلك لدعاية “حماية العتبات المقدسة” لاستجلاب آلاف المقاتلين الطائفيين من عدة دول أبرزها العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان.
ورسّخت المليشيات متعددة الجنسيات التابعة لإيران نفوذها في دير الزور بعد طرد تنظيم داعش من المحافظة بين عامي 2017 و2019.
وعلى الرغم من سيطرة نظام الأسد اسمياً على الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور المعروفة باسم “منطقة الشامية”، إلا أن المليشيات الإيرانية تعد صاحبة النفوذ الفعلي هناك، ولا سيما في ريف المحافظة، ومن أبرز مراكزها العسكرية التي تشكل تجمّعات كبرى لمليشياتها في المحافظة، مناطق “البوكمال” والميادين” شرقي المحافظة، و”التبني” في ريفها الغربي.
ووضعت إيران كامل ثقلها العسكري في منطقة “البوكمال” أقصى شرقي دير الزور، حيث يوجد معبر “البوكمال-القائم” مع الأراضي العراقية، والذي يؤمّن لطهران اتصال ما يسمى “الهلال الشيعي”، وهو معبر بري يمتدّ من أراضيها إلى جنوب لبنان والبحر المتوسط، مروراً بالعراق وسوريا.