مظاهرات في الشمال السوري رفضاً لـ”مسرحية تدوير الأسد”
المتظاهرون في إدلب والباب واعزاز عبّروا عن تمسّكهم بمطالب الثورة وإسقاط نظام الأسد ووصفوا انتخاباته بـ"المسرحية الهزلية"
خرجت مظاهرات شعبية، اليوم الجمعة، في عدة مدن وبلدات بالشمال السوري، رفضاً لـ”مسرحية الانتخابات” التي يُجريها النظام بعد أيام، لتجديد سلطة بشار الأسد بولاية رابعة، مع دخول الثورة السورية عامها الحادي عشر.
وأطلق ناشطون ومعارضون سوريون حملة “لا شرعية للأسد وانتخاباته” في الداخل السوري وبلدان اللجوء ومواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن رفض “تدوير” نظام الأسد، ومنحه فرصة جديدة لمواصلة قتل السوريين وتهجيرهم.
وقال مراسل “راديو الكل” في “اعزاز” شمالي حلب، إن العشرات من السكان والناشطين وأهالي القرى المجاورة، خرجوا في تظاهرة بساحة “الحرية” وسط المدينة، رفضاً لانتخابات النظام.
وعبّر المتظاهرون -بحسَب مراسلنا- من خلال الهتافات واللافتات عن رفضهم منح الأسد شرعية في الحكم على الرغم مما ارتكبه خلال عشر سنوات من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وجدّد المتظاهرون دعوتهم إلى رحيل الأسد ونظامه الحاكم، والتأكيد على مطالب الثورة بإنشاء نظام تعددي يختار فيه السوريون مرشّحيهم بشكل حقيقي وديمقراطي.
وفي مدينة الباب شرقي حلب، قال مراسل “راديو الكل” إن عشرات المتظاهرين تجمّعوا أمام مسجد “فاطمة الزهراء” عقب صلاة الجمعة، وأكدوا مطلب “إسقاط نظام الأسد” وتحقيق مبادئ الثورة في الحرية والكرامة والتعددية السياسية.
أما في إدلب، فأفاد مراسل “راديو الكل” بخروج مظاهرات مماثلة في “دوار المحراب” بالمدينة، سَخِر فيها المشاركون من إجراء نظام الأسد انتخابات لا تمثّل غالبية السوريين خارج مناطق سيطرته وفي بلدان اللجوء، ووصفوا فيها تلك الانتخابات بـ”المسرحية الهزلية”.
وأمس الخميس، أطلق نظام الأسد “مسرحية انتخابات الرئاسة” في الخارج، حيث شهدت الدول التي وافقت على فتح مراكز انتخابية إقبالاً ضعيفاً جداً، على الرغم من محاولات إعلام النظام تزوير الواقع بالحديث عن “إقبال جماهيري” للمشاركة فيما يسمّيه “العرس الديمقراطي” و”الاستحقاق الدستوري”.
وهاجم مواطنون لبنانيون حافلات وسيارات كانت تُقلّ مؤيدين للأسد متوجهين للمشاركة بالانتخابات في “السفارة السورية”، وطالبوا بطردهم إلى مناطق سيطرة النظام.
ويُجري النظام تحضيرات لإطلاق “انتخابات الرئاسة” في الداخل بتاريخ 26 أيار الجاري، فيما يعتبرها غالبية السوريين “مسرحية هزلية” نتائجها محسومة سلفاً لبشار الأسد رغم وجود مرشحين اثنين بمهمة “كومبارس”.
وتُعدّ “انتخابات الرئاسة” الحالية هي الثانية من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، ففي العام 2012 عدّل نظام الأسد الدستور، وفي صيف 2014 أجرى أول انتخابات “تعددية” فاز فيها “بشار” بنسبة 88.7%.
ومنذ سيطر حافظ الأسد على الحكم في سوريا بانقلاب عام 1970، وحتى العام 2007، سارت “انتخابات الرئاسة” على طريقة “الاستفتاء”، حيث توضع في البطاقة الانتخابية كلمتا “نعم” و”لا”، دون وجود أي مرشحين سوى حافظ أو ابنه.
الشمال السوري – راديو الكل