درعا.. ثلاث اغتيالات في الريف الشرقي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية
إحداها استهدفت مسؤولاً محلياً تابعاً للنظام في بلدة "السهوة" شرقي المحافظة
سجّلت درعا ثلاث عمليات اغتيال، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، جميعها في مناطق الريف الشرقي، تضاف إلى عشرات العمليات الأخرى التي تسجّل عادة ضد مجهولين، وسط تردّ أمني متصاعد في مناطق المحافظة.
واليوم الإثنين، قال موقع “تجمع أحرار حوران” -المختص بشؤون الجنوب السوري- إن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على “محمد يوسف الديّات” وسط بلدة “السهوة” شرقي درعا، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وأضاف “أحرار حوران” أن “الديات” هو مسؤول “فرقة حزب البعث” في البلدة، إضافة إلى أنه يشغل منصب رئيس المجلس البلدي فيها.
كما أفادت مصادر محلية متطابقة -بينها “تجمّع أحرار حوران”- بمقتل كل من “حسين محمد النجم” و”علاء عدنان الصمادي” في عمليتي اغتيال منفصلتين ببلدة “تل شهاب” ومحيطها شرقي محافظة درعا.
وأوضح الموقع نفسه أن القتيلين كانا ضمن فصائل المعارضة، قبل أن ينضما إلى صفوف “الفرقة الرابعة” لدى قوات النظام، بعد إجراء اتفاق للتسوية.
وأشار “أحرار حوران” إلى أن “الصمادي” بعد انضمامه لـ”الرابعة”، عاد إلى حياته المدنيّة، ولم ينضم إلى أي من تشكيلات النظام العسكرية في المنطقة.
وتتصاعد عمليات الاغتيال في محافظة درعا على وقع استعدادات النظام لإجراء انتخابات الرئاسة، حيث أجبرت تلك العمليات الأخير على إلغاء بعض المراكز الانتخابية في المحافظة، ولا سيما في ريفها الشرقي، نتيجة تهديدات وجّهها أبناء المحافظة للمسؤولين والقائمين على تلك المراكز، رفضاً منهم إعادة تأهيل بشار الأسد، بعد الجرائم التي ارتكبها طوال السنوات الماضية.
ومنذ سيطرة قوات النظام على درعا وريفها وفقاً لما يُسمّى “اتفاقات المصالحة”، في صيف 2018، تعيش كافة مناطق المحافظة فوضى أمنية ارتفعت وتيرتها مؤخراً بشكل لافت، تتمثل بعمليات خطف وتفجيرات واغتيالات ضد كافة أطراف السيطرة والسكان المدنيين، إضافة إلى توترات عسكرية تعود إلى عدم التزام النظام ومليشيات إيران ببنود “التسويات”.
ورغم خضوعها اسمياً لسيطرة نظام الأسد، إلا أن محافظة درعا تضم خليطاً من القوى العسكرية المختلفة، تتمثل بقوات النظام ومليشياته المحلية، والقوات الروسية، و”اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم روسياً (يضم مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة أجروا ما يسمّى بـ”التسويات”)، إضافة إلى وجود مكثف لمليشيات تابعة لإيران على رأسها مليشيا “حزب الله” اللبناني.
ومطلع أيار الحالي، أصدر “مكتب توثيق الانتهاكات” في “تجمع أحرار حوران” تقريراً مفصلاً يجمل آخر التطورات والحوادث الأمنية التي وقعت في محافظة درعا خلال شهر نيسان الماضي.
وبحسب التقرير، شهدت درعا مقتل 58 شخصاً بينهم امرأة و5 أطفال، إضافةً إلى 29 عملية اعتقال بينهم فتاة خلال نيسان، الذي وصفه “أحرار حوران” بأنه شهر “الفوضى الأمنية المتزايدة” والارتفاع الملحوظ في عمليات الاعتقال والاغتيال.