بالتزامن مع ترويجها إعلاميا في دمشق بدعم من روسيا .. الانتخابات الرئاسية تحضر بقوة في مجلس الأمن
محللون: اتفاق أمريكي روسي على بقاء الأسد وسوريا بلد مقسم بين ثلاث دول
خلت كلمات مندوبي الدول الغربية في مجلس الأمن أمس من مواقف جديدة إزاء الانتخابات التي يحضر لها النظام مكررين عدم شرعيتها، في حين شهدت تصعيدا من جانب المندوب الروسي ومندوب النظام بوصف تلك الانتخابات بالاستحقاق الدستوري ودعوة الغرب إلى عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة ، كما أعطى المبعوث الأممي غير بيدرسون توصيفا مكررا لمسار العملية السياسية وأوضاع السوريين المعيشية والإنسانية وغيرها.
روسيا تنتقد تدخل الغرب
وانتقد مندوب روسيا فاسيلي نيبيزيا الموقف الذي كرره مندوبو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بأن الانتخابات غير شرعية واستنكر التدخل غير المسموح به بحسب تعبيره في الشؤون الداخلية لسوريا وتبعه بذلك مندوب النظام بسام صباغ بالحديث بإسهاب عن الانتخابات.
وبحسب وسائل إعلام النظام فإن صباغ أكد أن الانتخابات هي استحقاق دستوري سيادي وقد وصلت قائمة مقدمي الطلبات إلى 51 شخصا بينهم سبع سيدات يتنافسون للحصول على التأييد المطلوب من أعضاء مجلس الشعب ، وقال إن هذا الاستحقاق الدستوري يتسق مع مهمة الدولة في ضمان قيام مؤسساتها بواجباتها الدستورية والمضي قدما نحو استكمال الواجبات الأخرى بما فيها تحرير أرضنا من فلول التنظيمات الإرهابية وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي وإعادة الأمن والاستقرار وإصلاح وتأهيل ما دمره الإرهاب في البنية التحتية بحسب تعبيره …
الغرب يكرر مواقف سابقة
ومن جانبه قال المندوب الفرنسي نيكولا دي ريفيير إنّ “فرنسا لن تعترف بأي مشروعية للانتخابات دون إشراف دولي على النحو المنصوص عليه في القرار 2254 كما اتخذت المندوبة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد ، موقفاً مماثلاً. وقالت إن “الفشل في تبني دستور جديد دليل على أن ما يسمى بانتخابات 26 أيار/مايو ستكون زائفة”
المبعوث الأممي غير بيدرسون تحدث بأن الانتخابات هي خارج العملية السياسية والقرار 2254 ولم يعط جديدا حول القضية السورية وقام بتوصيف الأوضاع المعيشية ، مكررا ضرورة إحراز تقدم في مسألة المعتقلين، وشدد على أن تكون الجولة السادسة من اللجنة الدستورية مختلفة عن سابقتها واشتكى من تسريب بعض العناصر التي نوقشت في اجتماعات سابقة إلى الإعلام.
سمير العيطة : سوريا بلد مقسم بين ثلاث دول
ورأى الاقتصادي والسياسي السوري سمير العيطة أن سوريا ليست على أولوية القوى الكبرى الآن وقال إن هناك تراجعا في موقف الدول الغربية بخصوص سوريا التي باتت بلدا مقسما ووضعها صعب الآن ، والموقف الغربي حول عدم الاعترافات بشرعية الانتخابات هو أضعف من الموقف الذي اتخذ في فترة سابقة حول شرعية الائتلاف أو المجلس الوطني إذ إنه الآن لم يعد أحد شرعيا.
الانتخابات لن تغير من الواقع
وقال إن الانتخابات لن تغير من الواقع شيئا فالأوضاع المعيشية ستبقى في إطارها السيئ إلى أن تتفق القوى المتدخلة في القضية السورية مع استمرار صعوبة إيجاد حل سياسي مرجعا السبب في ذلك إلى أن سوريا دخلت في إطار علاقات دولية مرتبطة بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية والمفاوضات الأمريكية الروسية وملفات اليمن وأوكرانيا وغيرها إضافة إلى أن السوريين تخلوا عن أن يكونوا سوريين وأصبحوا ثلاثة أنواع كل نوع بتسمية مختلفة مشيرا إلى أن البلاد مقسمة لثلاثة مناطق نفوذ رئيسية .
وقال العيطة .. كان هناك إشارات من روسيا لتأجيل الانتخابات ولكن ذلك لم ينجح لعدة أسباب منها ما يتعلق بدور النظام وأخرى بأداء المعارضة إذ أنه لم يتفق أحد على وضع صيغة قانون انتخابي جديد يتم البناء عليه أو الاتفاق على شخصيات ممكن أن تشارك في الانتخابات ولم يحدث تفاوض على هذا الموضوع ، ولذلك سارت الأمور في إطار انتخابات رئاسية تجري على قسم من سوريا ويثبت واقع التقسيم لفترة ..
وأضاف أن آلية جنيف تحدثت بأنه يجب أن يكون هناك دستور بدل أن يكتفى بإعلان دستوري أو السلال الأربع غير ذلك ولكن ما عملت عليه الأمم المتحده هو تضييع مضمون القرار 2254 بوضعه في إطار عمل دستور جديد لا يمكن تصور ان الفرقاء الذين اجتمعوا في جنيف يمكن أن يصلوا .
ورأى أن التقسيم الآن فرضته قوى الأمر الواقع فلا يمكن أن تتوحد منطقة شرق الفرات والمناطق التي تسيطر عليها النظام دون اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا أو من الصعب تصور أن تتوحد منطقة شمال غربي سوريا مع مناطق سيطرة النظام دون اتفاق بين تركيا والنظام.
زهير سالم : اتفاق أمريكي روسي على بقاء الاسد
من جانبه أكد زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية وجوب العمل على تعرية الانتخابات مشددا على أن العملية السياسية هي خدعة كبرى وقال : إن تلك العملية كانت عنوانا لابتزاز المعارضة السورية وتشتيت جهودها والاحتيال عليها مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لم يستطع الحصول من بشار الأسد على تنازل واحد
وقال إن هذا الشعب الذي زج به تحت البراميل المتفجرة والسلاح الكيميائي يراد منه الآن أن يعود إلى بيت الطاعة وأن يكون بشار الأسد هو الباقي الوحيد والولايات المتحدة وروسيا متفقتان على بقاء بشار الأسد ولكنهما مختلفان على بعض التفاصيل التي تتعلق بملفات أخرى.
وتساءل زهير سالم كيف يمكن أن تجري انتخابات في بلد وأكثر من نصف سكانه لا جئون ومشردون حول العالم ، كيف يمكن للسوريين أن يعبروا عن رأيهم وهم يعيشون الجوع والحرمان
تبقى قراءة الواقع الآن هي أقرب لنجاح النظام وروسيا في تنظيم الانتخابات وإعلان بشار الأسد رئيسا لمدة سبع سنوات جديدة في ظل عدم وجود خطوات عملية من قبل الغرب إزاء النظام بما يتلاءم مع تصريحاته بعدم شرعية الانتخابات وبنفس الوقت هناك علامات انفراجات محيطه بالنظام من بينها على سبيل المثال تدفق النفط من شرق الفرات عبر صهاريجه إلى مناطق سيطرته ووصول مساعدات من الإمارات وتصريحات عن قرب التطبيع العربي ، والقضية السورية تقضم دوليا شيئا فشيئا .