مذكرات خدام: بشار اتفق مع الإيرانيين على “إطالة حرب العراق”
"خدّام" قال في مذكراته إن بشار الأسد عبّر عن مخاوف من أنه إذا استقرّت أمريكا بالعراق ستنتقل بعد ذلك إلى سوريا وإيران
قال “عبد الحليم خدام” نائب رئيس النظام السابق في سوريا “حافظ الأسد” إن بشار الأسد اتفق مع الإيرانيين عام 2003 على إطالة الحرب في العراق، لإتعاب الأمريكيين هناك.
جاء ذلك في مذكرات “خدام” التي نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” الحلقة الأولى منها، اليوم الإثنين.
وكشفت مذكرات “خدام” أن بشار الأسد اتفق مع المرشد الإيراني “علي خامنئي” والرئيس الإيراني السابق “محمد خاتمي” في طهران، عشية الحرب الأمريكية على العراق ربيع العام 2003 على “إطالة الحرب لإتعاب الأمريكيين”.
وقال خدام: “توجهنا إلى طهران في 16 آذار9 عام 2003. وأجرينا فور وصولنا مباحثات مع الرئيس محمد خاتمي ثم المرشد الإيراني علي خامنئي”.
وأوضحت الحلقة الأولى من مذكرات “خدام” التي تتناول التنسيق بين دمشق وطهران قبل غزو العراق 2003، أن نظام الأسد انتقل من العمل لإسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إلى الدفاع عنه، وأضاف أن “رئيس الوزراء الأسبق محمد مصطفى ميرو ذهب إلى بغداد، وألقى كلمة جاء فيها: أقدم لكم هذا السيف الدمشقي، مؤكدا أننا معكم، وأن العدوان على العراق هو عدوان على سوريا”.
وأشارت المذكرات إلى أن بشار الأسد قال للرئيس الإيراني آنذاك “محمد خاتمي”، إنه “إذا استقرّت أمريكا بالعراق ستنتقل بعد ذلك إلى سوريا وإيران” وأبلغ خامنئي أنه “كي يتعب الأمريكيون، لا بد من إطالة الحرب في العراق”.
ونقلت مذكرات خدام عن أحد محاضر الاجتماعات أن خاتمي قال: “يكفي أن تعود جثامين الجنود الأمريكيين كي يخسر الرئيس بوش”.
وتنقل المذكّرات حواراً بين بشار الأسد وخاتمي، يتوقّع فيه الأول أن يقاتل الشعب العراقي مع صدام حسين ضد الجيش الأمريكي، رغم كراهيتهم له، ويتحدث عن ضرورة إقامة علاقات أوسع لسوريا وإيران في داخل العراق.
فيما يقول خاتمي: قال خاتمي: “لا أعتقد أن أمريكا ستتمكن من إنهاء هذه الحرب. لكن هناك نقطة غامضة: لا أعرف مدى استعداد العراقيين للمقاومة والصمود. أنا لا أريد أن نسمح بوقوع الحرب، لكن إن وقعت الحرب فلا بد ألّا تكون أمريكا منتصرة فيها بسهولة”.
وتُوفي عبد الحليم خدام، في 31 آذار 2020 في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر 88 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية، وعمل خدام مدة 30 عاماً في أعلى دوائر الحكم لدى نظام الأسد في عهد حافظ وابنه بشار.
راديو الكل – صحيفة “الشرق الأوسط”