مواجهات متقطعة في ظل “هدنة دائمة”.. آخر التطورات في القامشلي
الوحدات الكردية اتهمت مليشيا "الدفاع" بانتهاك الهدنة بعد ساعات من إعلانها مساء الأحد
تجدّدت مواجهات متقطّعة في مدينة القامشلي، ليل الأحد الإثنين، بين الوحدات الكردية ومليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، بعد ساعات من إعلان التوصل إلى “هدنة دائمة” بوساطة روسية، تعد الثالثة من نوعها منذ اندلاع الاشتباكات الثلاثاء الماضي.
واتهمت وسائل إعلام مقرّبة من الوحدات الكردية -بينها موقع “نورث برس”- مليشيا “الدفاع الوطني” بخرق الهدنة، واستهداف أحد مواقع الوحدات بمحيط “حي حلكو” جنوبي القامشلي.
وقال مراسل “راديو الكل” إن الاشتباكات اندلعت ليلاً في أطراف حي “طي”، وفي حي “حلكو”، ما أدى إلى حركة نزوح للمدنيين من الأخير إلى الأحياء المجاورة.
ومساء أمس الأحد، أصدرت الوحدات الكردية بياناً أفادت فيه بالتوصل إلى “هدنة دائمة” في القامشلي “بضمانة قوات سوريا الديمقراطية والقوات الروسية”، وربطت الالتزام بالهدنة بعدم ظهور “خروقات” من جانب مليشيا “الدفاع الوطني”.
وصباح اليوم الإثنين، نقل موقع “نورث برس” عن “مصدر أمني” لدى الوحدات الكردية قوله، إن الطريق آمن لعودة سكان حي “طي”، بعد تمشيطه بالكامل، وأضاف أن حافلات تعود لبلدية القامشلي ستنتظر المدنيين العائدين في “دوار الباسل” على الحزام، لتسهيل عودة العائلات إلى الحي.
ونقل الموقع نفسه عن “مصدر مفاوض” (لم يسمّه) بنود الهدنة المعلنة في القامشلي، والتي تتضمن بقاء الوحدات الكردية في النقاط التي سيطرت عليها ضمن حي “طي”، مع خروج كافة عناصر “الدفاع الوطني” من المنطقة، وعودة السكان لمنازلهم، إضافة إلى تسيير دوريات مؤلفة من الشرطة العسكرية الروسية والوحدات الكردية ضمن الحي.
وتُعد الهدنة المعلنة أمس الأحد هي الثالثة من نوعها “بوساطة روسية” بعد اثنتين سابقتين، الأولى مساء الجمعة والثانية صباح الخميس الفائتين.
وعصر أمس الأول السبت، سيطرت الوحدات الكردية على حيّ طيّ في القامشلي، بعد طرد مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد.
ومساء السبت، قالت الوحدات الكردية إن المفاوضات في القامشلي “لم تصل إلى أي حل” بسبب ما وصفته بـ “تعنّت” بعض الأطراف من نظام الأسد (لم تسمها)، ومحاولتها “بناء نظريات كثيرة حول الاشتباكات الأخيرة وإخراجها عن جوهرها”.
ويُعرف “حي طي” في القامشلي بأنه معقل لمليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، الذي تقتصر سيطرته في المدينة على منطقة “المربع الأمني” فقط، إضافة إلى وجود اسمي في “مطار القامشلي” الذي يعد فعلياً تحت نفوذ القوات الروسية، بينما تسيطر الوحدات الكردية على كافة أحياء القامشلي وأريافها.
وشهدت القامشلي منذ العام 2014 عدة مواجهات بين قوات النظام ومليشياتها من جهة، والوحدات الكردية من جهة أخرى، آخرها في كانون الثاني الماضي، ترافقت مع حصار الوحدات الكردية المربعين الأمنيين للنظام في القامشلي والحسكة، لينتهي التوتر بعد ذلك بوساطة روسية أيضاً، أفضت إلى فك حصار الوحدات عن معاقل النظام في المدينتين، في الثاني من شباط الماضي.