من شعار تحرير فلسطين إلى قتل العرب وتفتيت المجتمعات.. هل يصدر محور المقاومة ثورة الخميني عبر المخدرات؟
محللون: العرب يدفعون ثمن تخليهم عن الشعب السوري وتركه وحيدا يواجه إيران وميليشياتها
لا يكاد يمر شهر واحد إلا وتعلن فيه دولة عربية إحباط محاولة لتهريب مخدرات إليها من سوريا أو لبنان، ولكن اللافت كان في أن تهريب شحنة مخدرات في حبات رمان إلى السعودية قبل يومين يبدو مختلفا عن حوادث مماثلة، إذ أخذ أبعادا إقليمية وتفاعل بشكل لافت، لا سيما بعد أن أصدرت وزارات الخارجية في كل من الكويت والبحرين وسلطنة عمان بيانات دعم لقرار الرياض حظر دخول أو عبور الخضروات والفواكه القادمة من لبنان أراضيها.
قضية الرمان تفاعلت في لبنان أيضا إذ أعلن مسؤولان نقابيان بأن النظام في سوريا وميليشيا حزب الله يقفان وراء تهريب المخدرات في حين أكد صحفي لبناني أن هذه المخدرات مصدرها النظام وإيران وأنه يتم تصنيعها بمعامل ميليشيا حزب الله التي أصبحت منظمة تجاوز خطرها مرحلة الإرهاب والعمليات العسكرية ، ليصبح مشروعها ضمن محور المقاومة والممانعة إغراق المجتمعات العربية بالمخدرات ضمن فتوى شرعية .
باستثناء تصريح للسفير اللبناني في السعودية فوزي كبارة نفى فيه أن تكون بلاده مصدراً لتهريب المخدرات وقال لسنا في موسم جني فاكهة الرمان لم تصدر الخارجية اللبنانية أو الحكومة بيانا يوضح حقيقة مصدر المخدرات ولكن رئيسي مصدّري ومستوردي الفاكهة والخضار، نعيم خليل و تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم ترشيشي، أكدا أن نظام الأسد يقف وراء شحنة المخدرات الأخيرة .
النظام وميليشيا حزب الله مسؤولون عن تصدير المخدرات
اتهام النظام ليس معزولا عن ميليشيا حزب الله وإيران كما يقول الصحفي اللبناني طوني بولس في حديث للاخبارية السعودية: هناك معلومات تفيد بأن الرمان من إيران أو سوريا وميليشيا حزب الله في مراكزه في القلمون يقوم بمعالجتها وتصديرها تحت اسم صناعات لبنانية لأنه متحكم بالمعابر، إضافة إلى وجود فتاوى لديه بأن تصدير المخدرات إلى الدول المعادية واجب ديني ولا يتعارض مع مفهوم ما يسميه بالمقاومة.
ولا يستند اتهام نظام الأسد وميليشيا حزب الله بتهريب المخدرات وغيرها إلى وقائع فحسب بل أيضا إلى اعترافات مسؤولين مقربين من هذه الميليشيا ذاتها من بينهم الشيخ صادق النابلسي، التهريب جزء لا تيجزأ من عملية المقاومة والدفاع عن مصالح اللبنانيين وما يحصل الآن من حصار أمريكي يخضع لهما الشعبين اللبناني والسوري يجعلهما يكسران بعض القوانين من أجل تأمين احتاجاتهم المعيشية
فاطمة عثمان: تصدير المخدرات يهدف إلى تفتيت المجتمعات الخليجية
الكاتبة والصحفية اللبنانية فاطمة عثمان أن اي تبرير لأي مسؤول لبناني لم يعد مقبولا بعد أن ثبت أنها كانت تنقل من الأراضي اللبنانية ، والتبعات سيتحملها الشعب اللبناني وقالت عثمان إن حزب الله يقوم بالتعاون مع النظام بزراعة الحشيش ونشر المواد المخدرة ، ومن الممكن أن تكون مسألة إرسال مواد مخدرة إلى السعودية تندرج في إطار حرب معنوية يستهدف الشباب الخليجي من أجل تفتيت المجتمعات العربية ، بعد أن قتل آلاف السوريين.
ويبدو أن تفاعل قضية الرمان دون غيرها الآن تعكس استشعار السعودية الخطر الذي بات يتهددها وهو ما استدعى تضامنا من بعض الدول الخليجية معها ، ولا سيما أن تصدير ثورة الخميني يتضح أنه يتم مع تصدير المخدرات في ظل شرعنة مسؤولو حزب الله تجارة المخدرات والهدف هو تفتيت المجتمعات العربية وإغراقها بالمخدرات من جهة والحصول على عائدات تلك المواد لتدعيم اقتصادها من جهة أخرى خدمة للمشروع الإيراني الذي انسحبت الدول الخليجية من مواجهته في سوريا وتركت الشعب السوري وحيدا بمواجهة إيران وميليشياتها
محمود عثمان: العرب يدفعون ثمن تخليهم عن الشعب السوري
وحول هذه النقطة يرى المحلل السياسي محمود عثمان أن التخلي عن الشعب السوري يدفع ثمنه الآن العرب باهظا وقال : كان الأجدى للعرب دعم الشعب السوري والاستثمار في ثورته التي تقف سدا منيعا أمام تغول إيران في المنطقة ، وعدم الاكتفاء فقط بتقديم مساعدات غذائية فقط.
وأضاف عثمان أن مفهوم الأمن الاستراتيجي العربي انهارت أول لبناته على الساحة السورية حين ترك الشعب وحده ، ثم تداعى بشكل دراماتيكي ، لكن الوقت لا يزال متاحا للدول العربية لكي تعيد النظر بسياساتها والتصدي للمشروع الإيراني
وقال إن الاعتماد على الولايات المتحدة لمواجهة ايران كان خطأ استراتيجيا ، لأن الولايات المتحدة تريد من إيران الأداة التي تدفع العرب للارتباط بها وليس من مصلحتها أن تنهي قدرة إيران أو أن تكون في صراع معها لأجل لذلك البلد العربي أو غيره الكل معني بمصالحه و مصالح الدول العربية مرتبطة ببعضها ولا أحد يدافع عنك أنت معني بالدفاع عن وطنك وتقليع أشواكك بيديك.
مواجهة إيران تتم بروح الأمة وليس بروح التفرقة
وأضاف عثمان أن الذين تركوا الشعب السوري وجها لوجه أمام إيران تركوا السعودية وحدها أيضا في مواجهة الحوثي ومواجهة إيران يجب أن تكون بروح الأمة وليس بروح الشرذمة وبالتالي ترك الشعب السوري في وحده بالميدان بحجة تدخل دول كبيرة ودعم قوات سوريا الديمقراطية لم يكن في مصلحة الأمن الاستراتيجي العربي .
محور المقاومة والممانعة الذي حقق انتصارات عسكرية في سوريا ولبنان من تهجير وقتل مدنيين بالسلاح الكيميائي يواصل هجماته على المجتمعات العربية بأشكال مختلفة ولا رادع دوليا له ولا تزال كل من إيران النووية والنظام السام وميليشيا حزب الله الحشيش مستمرين في تصدير الثورة الخمينية ، وإغراق المجتمعات العربية بما لديهم من مخدرات وإيديولوجيا ولكن هل يشكل الموقف الخليجي بداية لخطوات عملية؟