وساطة روسية تنهي اشتباكات دامية بين الوحدات الكردية وقوات النظام بالقامشلي
الاشتباكات اندلعت يوم الثلاثاء الماضي وأسفرت عن سقوط قتلى في صفوف الجانبين
أنهت وساطة روسية اشتباكات عنيفة تواصلت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بين الوحدات الكردية ومليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد في مدينة القامشلي شمال شرقي محافظة الحسكة.
ونقل موقع “نورث برس” -المقرّب من الوحدات الكردية- اليوم الخميس، عن “مصدر محلي مطلع” قوله، إن اجتماعاً عقد في مطار القامشلي، بين ممثلين عن الوحدات الكردية، ومسؤولين من النظام (بينهم مسؤول الفوج 54 التابع لقوات النظام)، بحضور مسؤول من الشرطة العسكرية الروسية.
وقال “نورث برس” -نقلاً عن مصدره- إن التفاهم أفضى إلى إيقاف الاشتباكات في القامشلي، واحتفاظ الوحدات الكردية بالمواقع التي سيطرت عليها خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وأفادت وكالة “سبوتنيك” (حكومية روسية) بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت مبكر من فجر الخميس، ينصّ على وقف تام لإطلاق النار، وإزالة جميع المظاهر المسلحة في القامشلي وعودة الحياة الطبيعة فيها، مع انتشار دوريات روسية ثابتة بمحيط “حي طي”، وأخرى راجلة في شوارع المدينة، لضمان حسن تنفيذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ على الفور.
واندلعت أمس الأول الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين الوحدات الكردية (تشكّل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية) ومسلحين من مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، في “حي طي” ومواقع أخرى بمدينة القامشلي، وتواصلت حتى وقت متأخر من ليل الأربعاء.
وقالت ما تُعرف بـ”قوى الأمن العام” (الأسايش)، وهي الذراع الأمنية للوحدات الكردية، في بيان صدر بوقت متأخر من ليل الثلاثاء، إن أحد عناصر “الدفاع الوطني” أطلق النار على حاجز لها عند “دوار الوحدة” بمدينة القامشلي، ما أسفر عن مقتل أحد عناصرها.
وأوضح موقع “نورث برس” أن الوحدات الكردية سيطرت خلال الاشتباكات على مقر لـ”الدفاع الوطني” يُعرف باسم “مفرزة ليلو”، بالإضافة إلى مواقع أمنية داخل حي “طي” جنوبي القامشلي.
وبحسَب الموقع نفسه، فإن وفد النظام تعهّد خلال الوساطة بمحاسبة مسؤولين اثنين من قيادات “الدفاع الوطني” ممن تسبّبا في نشوب الاشتباكات، وذلك بضمانة روسية.
ووفقاً لرواية “سبوتنيك” فإن الاشتباكات اندلعت بعد محاولة عناصر الوحدات الكردية اعتقال أحد قياديي “الدفاع الوطني” عند “دوار الوحدة” (الواقع عند مدخل حي طي)، ما أدى إلى نشوب اشتباكات أسفرت عن مقتل عنصر في الوحدات، وإصابة 3 آخرين.
وأوضحت “سبوتنيك” أن الوحدات الكردية قطعت التيار الكهربائي عن كامل مدينة القامشلي، ونشرت قناصات على الأبنية المرتفعة، وقتلت 3 من مليشيا “الدفاع الوطني” وأصابت 12 آخرين.
ويُعرف “حي طي” في القامشلي بأنه معقل لمليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، الذي تقتصر سيطرته في المدينة على منطقة “المربع الأمني” فقط، إضافة إلى وجود اسمي في “مطار القامشلي” الذي يعد فعلياً تحت نفوذ القوات الروسية، بينما تسيطر الوحدات الكردية على كافة أحياء القامشلي وأريافها.
وأكدت “سبوتنيك” -نقلاً عن مصادرها- أن خارطة السيطرة في القامشلي لم تتغيّر، على الرغم من تعزيزات كبيرة استقدمتها الوحدات الكردية إلى المدينة.
وشهدت القامشلي منذ العام 2014 عدة مواجهات بين قوات النظام ومليشياتها من جهة، والوحدات الكردية من جهة أخرى، آخرها في كانون الثاني الماضي، ترافقت مع حصار الوحدات الكردية المربعين الأمنيين للنظام في القامشلي والحسكة، لينتهي التوتر بعد ذلك بوساطة روسية أيضاً، أفضت إلى فك حصار الوحدات عن معاقل النظام في المدينتين، في الثاني من شباط الماضي.