بلينكن يحمل ملفي المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار إلى مجلس الأمن غداً

محللون: الملفان يندرجان في إطار التطمين ولا يمثلان حلاً سياسيا..

مع الإعلان عن مشاركة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في جلسة مجلس الأمن غدا بدت أولى تحركات الإدارة الأمريكية الجديدة إزاء القضية السورية على الصعيد الدبلوماسي، ولكن تركيز الخارجية الأمريكية على أن هذه التحركات تندرج في إطار وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون التطرق إلى آليات الحل السياسي، أثار الكثير من التساؤلات حول طبيعة التوجه الأمريكي في المرحلة المقبلة ..

بلينكن وملامح السياسية الأمريكية
المساران اللذان رسمتهما الإدارة الأمريكية الجديدة إزاء القضية السورية سيحملهما معه الوزير بلينكن إلى مجلس الأمن في جلسة تخصص للمساعدات الإنسانية بينما سيعقد اجتماعين مع كل من أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكير حيث سيعيد بحسب الخارجية الأمريكية تأكيد التزام الولايات المتحدة بالعمل من خلال النظام متعدد الأطراف لمواجهة كبريات التحديات العالمية” .

وتعد الرسالة التي سيعلنها بلينكن في مجلس الأمن أولى ملامح سياسة الإدارة الأمريكية إزاء سوريا وفي جعبتها لتنفيذ عناوينها قانون قيصر ووجودها العسكري شرق الفرات وفي قاعدة التنف، إضافة إلى علاقاتها مع المعارضة على الرغم من عدم تعيينها حتى الآن مبعوثا إلى سوريا على غرار اليمن.

هل تريد الولايات المتحدة فرض حل سياسي ؟
ويعول السوريون ولا سيما جهات المعارضة ممثلة بالائتلاف على الإدارة الأمريكية في العمل على إيجاد حل للقضية السورية في حين تنشط منظمات سورية مدافعة عن حقوق الإنسان وشخصيات معارضة في الولايات المتحدة في هذا الإطار نظرا لما يمثله الثقل الأمريكي إلى جانب الأوروبيين في فرض حل سياسي يتماشى مع بين جنيف والقرار 2254 إلا أن ما أعلنته الخارجية الأمريكية بأن بلينكن سيركز على وقف إطلاق النار والمسألة الإنسانية لا يشير إلى أنه يندرج في إطار الحل السياسي بقدر ما يأتي من باب التطمين إلى انخراط الإدارة الأمريكية بالملفات وهو أكثر حالة تخدير ..كما يقول الأكاديمي والباحث السياسي ياسر نجار.

ورأى نجار أن انخراط الولايات المتحدة في العملية السياسية من شأنه أن يخفف من الضغوطات عليها ولا سيما أنها حتى الآن بعيدة عن مسؤولياتها إزاء سوريا ولكنه توقع في نفس الوقت أن يكون هذا العام مبشرا في حدوث خطوات باتجاه الحل السياسي بالاستناد إلى مسار التصريحات و التلميحات الأمريكية .

وقال نجار إن طرح الولايات المتحدة مسألة المساعدات الإنسانية يبدو رسالة أنها لن تسمح بوقف ادخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الوحيد.

الولايات المتحدة بعيدة عن مسألة تغيير النظام
ومن جانبه رأى الخبير السياسي والقانوني ومدير المكتب القانوني في حركة تحرير وطن المحامي فهد القاضي أن الولايات المتحدة لا تزال حتى الآن تتبع السياسة الناعمة إزاء النظام وهي بعيدة جدا عن مسألة تغيير النظام في سوريا على الرغم من الوثائق والإثباتات ومن بينها قانون قيصر التي تؤكد ممارسة النظام جرائم ضد الإنسانية في سوريا.

وبرأي مدير مدير مركز الشرق للدراسات الحضارية والاستراتيجية زهير سالم فإن الإدارة الأمريكية تستطيع بفترة وجيزة إن أرادت إزاحة النظام وتخليص السوريين منه وحل جميع ملفات القضية السورية ولا سيما مع حضورها السياسي والعسكري في المنطقة ومن بينها سوريا .

وكان دبلوماسيون أمريكيون أكدوا في وقت سابق أن الحفاظ على البصمة الأميركية في سوريا أو تعزيزها سيكون أمرا مهما ليس فقط كوسيلة ضغط في المفاوضات السياسية، ولكن أيضا لمحاصرة الوجود الروسي في الشرق الأوسط، ومحاولته تقديم الأسد كلاعب أساسي فيه.

وتسعى روسيا بدوريها لإقناع العالم بأن الحرب انتهت، وأن الأسد “انتصر” وأن العقوبات الأميركية على النظام تعرقل الجهود الدولية لإعادة البناء وإلى إغلاق طريق المساعدات الإنسانية إلى جزء من سوريا لا يخضع لسيطرة النظام.

ورفعت الولايات المتحدة سقف ضغوطها على روسيا والنظام مؤخرا ولا سيما بخصوص التمسك بتنفيذ قانون قيصر وادانته باستخدام السلاح الكيميائي بدعم من روسيا كما يقول المحلل السياسي الدكتور زكريا ملاحفجي
شخصيات ومنظمات توجه رسائل للإدراة الأمريكية.

وعشية اجتماع مجلس الأمن بعثت شخصيات ومنظمات تمثل الأميركيين من أصل سوري، رسالة إلى الإدارة الأمريكية يطلبون فيها إيلاء القضية السورية أولوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة والعمل على إنهاء الحرب وقدمت الرسالة شرحا عن الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد خلال الأعوام العشرة الماضية.

وتأتي الرسالة التي تضمنت توقيع 21 شخصية من المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، و12 منظمة سورية أميركية بعد رسالة كانت بعثت بها شخصيات قريبة من النظام إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية لرفع العقوبات الاقتصادية عن نظام بشار الأسد بهدف التأثير على الموقف الأمريكي ووقف تنفيذ قانون قيصر على وجه الخصوص، والذي تسبب بحسب الموقعين على الرسالة ، في أزمة إنسانية بسورية أثرت على المستوى المعيشي للمواطنين.

وبالمقابل وَجهَّت 95 شخصية سورية وعربية وأوروبية رسائل إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء أوروبيين يطالبون فيها برفع العقوبات الامريكية والأوروبية عن نظام الأسد. وينتمي الجزء الأكبر من هذه الشخصيات إلى فئة رجال الدين المسيحيين في سوريا ولبنان وفرنسا وسويسرا وبريطانيا، بالإضافة إلى سياسيين ونواب وباحثين أكاديميين أوروبيين وعرب .

راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى