في الذكرى العاشرة للثورة.. تركيا تؤكد دعمها للشعب السوري وتحيّي “نضاله لنيل حريته”

بيان "الخارجية التركية" قال إن الآلام التي حلت على الشعب السوري طوال هذا العقد "سيدوم تأثيرها لأجيال"

أكدت تركيا مجدداً، اليوم الأحد، وقوفها إلى جانب الشعب السوري في “مطالبه المشروعة”، بمناسبة حلول الذكرى السنوية العاشرة للثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، إن “نصف مليون من المدنيين الأبرياء فقدوا حياتهم خلال العقد الأخير الذي قابلت فيه قوات النظام بالقمع والعنف، التظاهرات السلمية التي أطلقها للشعب السوري (عام 2011) للمطالبة بالديمقراطية والعدالة والحقوق والحرية”.

وأوضح البيان أن “هذا العقد شهد تشريد نصف سكان الشعب السوري”، مبيناً أن الآلام التي حلت على الشعب السوري طوال هذا العقد “سيدوم تأثيرها لأجيال”.

وأضاف بيان الخارجية التركية: “نحيّي الشعب السوري الذي لم يتنازل عن نضاله من أجل الحقوق والحرية حتى في ظل هذه الظروف، راجين من الله تعالى أن يتغمد برحمته أشقاءنا الذين فقدوا أرواحهم”.

وتعد تركيا من أوائل الدول التي أعلنت وقوفها إلى جانب مطالب السوريين عقب اندلاع الثورة في آذار 2011، وحثّت نظام الأسد على الإصغاء لمطالبهم، واستنكرت الحل الأمني في بدايات الاحتجاجات.

ويوم الجمعة الماضي، كشف الرئيس السابق لهيئة التفاوض السورية “رياض حجاب” أن دولاً مثل قطر وتركيا والسعودية عرضت على بشار الأسد دعماً في بداية الثورة لمساعدته على الإصلاح وتجنب الأسوأ، لكن الأسد رفض جميع المبادرات وأصر على الحل العسكري.

وذكر “حجاب” الذي كان يشغل قبل انشقاقه منصب “رئيس الحكومة” لدى النظام، في مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية، أن وزير الخارجية التركي السابق “أحمد داود أوغلو” زار آنذاك سوريا 13 مرة بهدف تقديم عروض لنظام الأسد للمساعدة في الإصلاح في الجانب الاقتصادي.

ومنذ بدايات العمليات العسكرية لنظام الأسد في العام 2012 ضد المدن الثائرة، فتحت تركيا أبوابها للاجئين السوريين، ليصل عددهم على الأراضي التركية وفق آخر الإحصاءات الرسمية إلى نحو ثلاثة ملايين و630 ألفاً، يقيم نحو 60 ألفاً منهم في المخيمات.

واقتصرت مشاركة تركيا في دعم المعارضة السورية على الجانب السياسي إلى أن تدخلت عسكرياً في الشمال السوري بأول عملية أطلقتها صيف العام 2016 حملت اسم “درع الفرات” لطرد تنظيم داعش من مناطق حدودية في ريف حلب الشمالي الشرقي.

ثم أطلقت تركيا في شباط 2018 عملية “غصن الزيتون” لطرد الوحدات الكردية (التي تصنّفها أنقرة على قائمة الإرهاب) من منطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب.

وفي تشرين الأول 2019 ضمّت تركيا مناطق نفوذ جديدة للجيش الوطني السوري عبر عملية “نبع السلام” ضد الوحدات الكردية شمالي محافظتي الحسكة والرقة.

وعلى المسار السياسي دخلت تركيا مع روسيا وإيران في تفاهمات حول سوريا تمثلت بانطلاق “مسار أستانا” في كانون الثاني 2017، والذي نتج عنه اتفاقيات “خفض التصعيد” في أربع مناطق بسوريا لم يبقَ منها سوى منطقة شمال غربي سوريا، ثم ساهمت في إنشاء “اللجنة الدستورية السورية” في أيلول 2019.

وباعتبارها أحد رعاة مسار “أستانا” نشرت تركيا وحدات عسكرية في محافظة إدلب على شكل “نقاط مراقبة” لوقف إطلاق النار الأول الذي وقّعته مع روسيا في سوتشي في أيلول 2018.

وفي شتاء العام 2020 شنّت قوات نظام الأسد بدعم روسي عملية عسكرية كبيرة في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب، وخلال العملية قُتِل 34 جندياً تركياً بقصف لقوات نظام الأسد في “جبل الزاوية” جنوبي إدلب، ما دفع أنقرة إلى إطلاق عملية “درع الربيع” في 28 شباط 2020 ضد قوات النظام.

وتوقفت العملية العسكرية التركية في 5 آذار من العام نفسه بعد توقيع اتفاق في موسكو بين الرئيسين التركي والروسي، ينص على وقف لإطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي M4 بين جنوبي إدلب وشمالي اللاذقية.

ويوم الخميس الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” من الدوحة، انطلاق مسار ثلاثي يضم معها كلاً من قطر وروسيا، حول الملف السوري.

تركيا – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى