بعد زيارته دمشق.. وزير لبناني يروّج مجدداً لعودة اللاجئين السوريين
قال وزير لبناني إنّه تلقّى من مسؤولي نظام الأسد “ضمانات” خلال زيارته إلى دمشق، فيما يتعلق بما سمّاها “عودة كريمة وآمنة” للاجئين السوريين من لبنان.
وأوضح “وزير السياحة والشؤون الاجتماعية” اللبناني رمزي المشرفية، وفق ما أورده على صفحته الرسمية في “فيسبوك” ونقلته وسائل إعلام لبنانية، أنه التقى الرئيس اللبناني “ميشال عون” لإطلاعه على نتائج زيارته سوريا، وأكد أن “النقاشات التي أجراها مع المسؤولين السوريين خلال زيارته كانت أكثر من إيجابية ومشجّعة جدا”، لافتاً إلى أن “جميع الوزراء الذين التقاهم (في حكومة الأسد) أعربوا عن استعدادهم الكامل للعمل مع لبنان على تفعيل ملف عودة النازحين”.
وأضاف الوزير اللبناني أنه “شدّد مع الجانب السوري على مقاربة هذا الملف من منطلق بعده الإنساني، باعتبار أن العودة الآمنة والكريمة للنازحين إلى بلدهم تعتبر الحل الوحيد المستدام، وأن لبنان يعتبره حقاً مقدساً لهم وسيساعدهم بكل الوسائل المتاحة وعبر التنسيق مع الدولة السورية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمجتمع الدولي عموماً”.
ولفت “المشرفية” إلى أنه “وضع الرئيس عون بصورة الضمانات” التي تلقّاها “بتحقيق عودة كريمة وآمنة حيث سلامة النازح السوري وكرامته ستكونان مضمونتين ومحفوظتين”، على حد تعبيره.
وأضاف الوزير اللبناني: “نحن كدولة لبنانية، نرغب في الاستفادة من كل الفرص التي تخفف عن كاهلنا عبء هذا النزوح الذي دخل عامه الحادي عشر مع كل ما يكلف الدولة اللبنانية من أعباء مادية واجتماعية، وانطلاقاً من ذلك، نقوم بخطوات عملية سريعة بالتنسيق مع الوزراء المختصّين في سوريا، لتكون هذه العودة في أسرع وقت ممكن وتكون كذلك طوعية وآمنة وكريمة”.
وبحسب تصريحات حكومية، يقيم في لبنان نحو 1.5 مليون لاجئ سوري، تدفقوا إلى البلاد تباعاً منذ العام 2011، وأشارت تقارير حقوقية خلال الأعوام الماضية إلى ممارسة ضغوط عليهم للعودة إلى سوريا، بغض النظر عن المخاطر التي يمكن أن تلحق بهم، باعتبار أن لبنان يحاذي فقط مناطق سيطرة نظام الأسد.
وفي شباط الماضي، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن “ضغوط قاسية وقاهرة” يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان، لإجبارهم على العودة إلى بلادهم التي لا تزال تعاني أوضاعاً أمنية مضطربة وظروفاً معيشية صعبة للغاية.
وأكدت الصحيفة أن تلك الضغوط ليست جديدة، ولكنها زادت بشكل لافت في الآونة الأخيرة مع تفشي جائحة كورونا، وتدهور الأوضاع الاقتصادية إلى نحو غير مسبوق وفقدان العملة المحلية أكثر من 80 بالمئة من قيمتها خلال عام، وانتشار البطالة مع انهيار كبير في مستوى الخدمات العامة.
وفي تشرين الأول 2020، قدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 90 في المئة من السوريين في لبنان باتوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع، بعد أن كانت تلك النسبة تشكّل 55 في المئة في العام السابق، وأوضحت المفوّضية أنه في تموز الماضي جرى استبعاد 90 في المئة من السوريين عن فرص العمل، ما أثّر على دخلهم وتدهور مستوى معيشتهم.
ومنذ اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق “رفيق الحريري” عام 2005، يعيش لبنان على وقع أزمات سياسية وأمنية، توّجت بما يُعرف بـ”انقلاب بيروت” حين سيطرت مليشيا “حزب الله” الموالية لإيران على العاصمة ومناطق محيطة بها بقوة السلاح، وصولاً إلى أزمات وتجاذبات تشكيل الحكومات.
غير أن المسؤولين اللبنانيين يصرحون مراراً بأن أزمة اللاجئين السوريين هي “الأزمة الكبرى” في بلادهم، ما انعكس على تعرض اللاجئين لممارسات عنصرية واعتداءات متكررة.
لبنان – راديو الكل