الموت بردا ، خطر يهدد حياة ألاف السوريين
بكاء الاطفال الذين تكاد تتجمد الدموع في مقلتيهم بعدما حل الشتاء ببرده القارس ليزيد من نكبات السوريين و أسباب بؤسهم و شقائهم ، فرغم أن نيران الحرب تأكل بلادهم و أحلامهم إلا أنها لا تبث الدفء لانفاسهم ، التي سرق منها البرد خلال السنوات السابقة أرواح 228 شخص بينهم 24 سيدة و 58 طفل حسب الشبكة السورية لحقوق الانسان ، توزعوا بين مناطق الداخل و مخيمات اللجوء فحسب أخر احصائيات للأمم المتحدة بلغ عدد اللاجئين في دول الجوار أكثر من مليوني شخص ، اما النازحين داخليا فقد بلغ عددهم أكثر من سبعة ملايين شخص ، هذا عدا عن الالاف الذين يعيشون في القرى و البلدات و الاحياء المحاصرة ، و جميع من سبق يعيش أوضاعا أقل ما يقال عنها مأساوية ، فبين أكوام الثلج تعلق ألاف خيم السوريين في الداخل و في دول الجوار ، فترى أهالي المخيمات كبارا و صغارا يزيلون الثلج بأيديهم من فوق الخيم تخوفا من سقوطها فوق اسرهم و أطفالهم و كل ذلك في ظل عجز شبه تام لكافة المنظمات الإنسانية الدولية و المحلية في الحد من معاناتهم .
و بين أسوار الحصار الاف الأرواح الأخرى تبقى أسيرة الجوع و الحرمان من كل أسباب الحياة والدفء ، الامر الذي يضطرهم في كثير من الأحيان إلى حرق أثاث منازلهم و بعض ملابسهم لدرء شبح الموت عن أطفالهم .
هذا في بعض المناطق المحاصرة و لكن في مناطق أخرى و بعد مرور عدة أعوام على حصارها كما ريف دمشق ، استنفذ الأهالي كافة المواد القابلة للاشتعال ، الامر الذي بات يهدد حياة ألاف المدنيين الذين لا يستطيعون تأمين أبسط متطلبات الشتاء كالملابس .
هو الموت مجددا من يهدد ألاف السوريين بثوبه الجليدي ومظهره البراق و يبقى السؤال متى سيتم العمل بجدية و فعالية لمنع كارثة الموت بردا أن تقع مجددا ؟!