أجساد أهالي مضايا تقارب الهياكل العظمية… قصص تهز الحجر ولم تحرك العالم

راديو الكل ـ خاص

“طوال النهار والليل نفكر بالأكل.. أنا الأولى على صفي… لا أستطيع التفكير بأي شيء بسبب الجوع…قولوا للنظام أن يفك الحصار” قالتها طفلة بعمر يقارب العشر سنوات في مضايا ووثقتها فيديوهات الناشطين.. وهي تخشى أن تتحول لقصة من سير المآسي التي ترويها مضايا يومياً والتي تضم أكثر من 40 الف نسمة كثيرة وآخرها كانت صورة  جميل أحمد علوش التي هزت الضمائر الحية لكنها لم تهز المجتمع الدولي، إذ ظهر جسد الرجل وكأنه جثة نبشت من القبر فبرزت نتوء عظامه وتجوف بطنه حتى لامس سطح ظهره ثم لفظ أنفاسه الأخيرة لينضم لعداد شهداء الجوع الذين قد يسجلهم التاريخ المخزي أو يتناساهم غالباً.

وتبعه بالمصير ذاته محمد علي خريطة الذي عرض سيارته للبيع مقابل 5 كغ حليب أو 10 كيلو رز، في حين عرضت منازل للبيع مقابل 150 كغ من الطحين. واستشهدت السيدة فدوى المويل جوعاً أيضاً في ذات اليوم الذي خرجت فيه سيارات الأمم المتحدة من الزبداني والتي تنقل الجرحى إلى بيروت ثم تركيا فإدلب تنفيذاً لاتفاقية يتم بموجبها أيضاً نقل جرحى كفريا والفوعا في إدلب أيضاً إلى بيروت ثم إلى مناطق النظام. وكان من المقرر ادخال الأغذية لمضايا اليوم ضمن المرحلة الثانية من الاتفاقية لكنها لم تدخل كما أفاد مراسل راديو الكل

يوثق ناشطون بعضاً من أدبيات الحصار في مضايا بالقول: توجه شخصان يحمل احدهما كيساً بداخله قط إلى بائع لحم،  وطلبوا منه ذبحه وسلخه، لتناول وجبة طعام كانوا قد حرموا منها لايام

وسئم رضع مضايا الببرونة المملوءة بالزهورات بدلاً عن الحليب بعد أن وصل سعر كيلو الحليب إلى ما يقارب 100 ألف ليرة سورية

ولايجد سكان مضايا أمام هذا الحصار الذي اقترب من يومه المئة والثمانين سوى تنظيم تظاهرات بين الحين والآخر عبثاً احتجاجا على الحصار وارتفاع الأسعار، تقابل أحياناً باطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام.

ومع مرور عقارب الساعة ترتفع بورصة أسعار السلع فالرز بـ 30 ألف ليرة، والمحروقات غير متوفرة ويتعرض من يحاول ادخال الحطب للقنص، وتشهد المنطقة حالات اغماء ونقص وعي بصورة يومية بسبب شدة الجوع، كما يقتل يومياً شخص أو اثنين ممن يسعون لادخال الأغذية

والحقيقة فإن السكان لم يعودوا ينظرون لتطورات الأسعار لأنهم غير قادرين على شراء السلع كونها لن تكسر حدودها الدنيا مهما انخفضت في ظل الحصار، هم يراقبون موت بعضهم ويناموا ليحلموا بوليمة حرموا منها أو يصحوا على حلم يقظة لوليمة سيأكلونها في الجنة فالجوع مع العيش حرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى