لليوم الثاني على التوالي.. روسيا تسوّق مبررات جديدة لمواصلة انتهاك وقف النار في إدلب
تواصل روسيا منذ سنوات سرد نفس الادعاءات دون تقديم أدلة أو توثيقات
زعمت روسيا أنها رصدت عدة خروقات ارتكبتها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، في محافظة إدلب، وذلك بعد يوم من تلفيقها اتهامات مماثلة، تستخدمها عادة لتبرير قيام قواتها أو قوات نظام الأسد بانتهاك اتفاق وقف النار في المنطقة.
وبحسب موقع “روسيا اليوم”، فإن ما يسمّى “مركز المصالحة الروسي في سوريا” أعلن، أمس الإثنين، رصد 35 عملية قصف من قبل هيئة تحرير الشام (التي يسميها المركز “جبهة النصرة”)، في منطقة “وقف التصعيد” بإدلب شمال غربي سوريا.
وزعم نائب مدير المركز الروسي “اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك” في بيان، أنه “تم رصد 19 عملية قصف داخل محافظة إدلب، و12 في اللاذقية وعمليتين في كل من محافظتي حلب وحماة”، دون أن يحدد البيان تواريخ عمليات القصف المشار إليها.
وأمس الأول الأحد، جدَّدت روسيا اتهاماتها لـ”الدفاع المدني السوري” بالتحضير لهجمات وصفتها بالـ “استفزازية” بإدلب، بالاشتراك مع هيئة تحرير الشام، ونقل موقع “روسيا اليوم” عن المسؤول الروسي نفسه، ادعاءه “حسب المعلومات المتوفرة، فإن مقاتلي الجماعات المسلحة يستعدون لاستفزازات من أجل اتهام القوات الحكومية السورية بضرب مناطق سكنية في منطقة وقف التصعيد في إدلب”، بحسب تعبيره.
وبين الحين والآخر، يسوّق ما يسمى “مركز المصالحة الروسي” في قاعدة “حميميم” على الساحل السوري، مجموعة اتهامات وادعاءات بشأن ارتكاب الفصائل العسكرية بشمال غربي سوريا انتهاكات لوقف النار، أو “تدبير هجمات كيميائية” لاتهام نظام الأسد بها.
والأسبوع الماضي، تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن تصدّي دفاعاتها الجوية لصواريخ بعيدة المدى استهدفت قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية دون أن يتم نشر صور أو مقاطع فيديو حول عملية “التصدي” المزعومة.
وتعد اتهامات “حميميم” المتكررة مجرد “تبريرات” لارتكاب القوات الروسية وقوات نظام الأسد انتهاكات لوقف النار في إدلب.
وعلى الرّغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا وفقاً للاتفاق الموقّع بين الرئيسين التركي والروسي بـ”سوتشي” في 5 آذار 2020، إلا أن قوات نظام الأسد وحلفاءه من القوات الروسية والمليشيات الإيرانية تواصل بشكل متكرر انتهاكاتها، عبر عمليات القصف العشوائي للمناطق المدنية، أو قنص مدنيين في الأراضي الزراعية التي تقع على خطوط التماس، أو عبر عمليات التسلل إلى المناطق المحررة، والتي تعلن الفصائل العسكرية التصدي لها والردّ عليها.
وفي تقرير نشره في 4 من شباط الحالي، وثق فريق “منسقو استجابة سوريا” خرق قوات النظام وروسيا اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا نحو 300 مرة منذ مطلع العام 2021.