ازدياد تدهور الأوضاع المعيشية للأهالي والنظام يدفع بالمؤسسة الدينية لحض الأهالي على عدم التضجر

بعد ازدياد المطالبات بمساعدة روسيا الأهالي.. الروس يردون بأن لا مال لديهم

ازدادت الأوضاع المعيشية للأهالي سوءا خلال الأسابيع القليلة الماضية بشكل غير مسبوق مع انخفاض سعر صرف الليرة المترافق مع طباعة النظام ورقة الخمسة آلاف ليرة ، في حين استمرت الانتقادات من موالين لما آلت إليه أوضاعهم ، مع الاستنجاد بحلفاء النظام روسيا وإيران لوقف تدحرج ضغط الأزمة على الأهالي الذين باتوا في مستنقع أغرقهم فيه استنزاف النظام لاقتصاد البلاد نتيجة للحرب التي شنها على  السوريين .

ردود فعل النظام جاءت كما اعتاد ومحورها حل أمني لقضايا اقتصادية وقد يتبعه عسكري بحسب ما سيؤول إليه تطور الأوضاع ، إلا أنه دفع بداية بمؤسسته الدينية لإقناع الأهالي بالصبر وعدم التضجر ، في حين جاء رد روسيا سريعا وعبر سفيرها في دمشق ألكسندر يفيموف الذي عينه فلاديمير بوتين أيضا مبعوثا خاصا له إلى البلاد إذ أعلن أن لا مال لدى روسيا لتعطيه للسوريين .

وطلبت وزارة الأوقاف التابعة للنظام في تعميم لخطباء المساجد والمدرسين الدينيين دعوة الأهالي إلى الصبر والتأقلم وعدم التضجر ، وهذه المفردات لا جديد فيها سوى استخدام الوزارة تعبير التضجر ، فالصبر وقد اعتادوا عليه والتأقلم مجربين عليه إنما التضجر فقد بات في أجندة النظام عنوانا رئيسا لكنه يحمل في معناه اللغوي من وقع عليه الفعل أي الأهالي مسؤولية ما آل إليه حالهم.   

ولعل في طلب النظام من وزارة الأوقاف اصدار تعميمها لغة تهديد مبطنة بغطاء ديني بأن على الأهالي ولا سيما الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الكف عن توجيه انتقادات للأوضاع المعيشية وخاصة بعد طالت مرتكزات اساسية لدى النظام مثل شعار الصمود ، وإلا فإنه سيزيد من جرعة الإعتقالات ولن يكتفي بالحملة الأخيرة التي شنها وطالت أكثر من عشرة أشخاص فلا حلول اقتصادية لديه بعد أن استنزف ثروات  البلاد في الحرب التي شنها على السوريين على مدى السنوات الماضية وبات في أضعف أحواله 

وأمام هذا الواقع لم يجد الموالون أخيرا سوى الاستنجاد بحلفاء النظام ومن بينهم روسيا وإن بدا ذلك في بعض جوانبه يحمل انتقادا لهم بشكل غير مباشر لعدم تقديم المساعدة ، لكنها ردت بأن لا مال لديها لتعطيه فهي تعيش أيضا في ظل عقوبات ، إضافة إلى أنها حددت أن دخولها  البلاد عسكريا كان لأهداف تتعلق باستثمار وتوظيف آلتها  العسكرية من أجل مصالحها الاستراتيجية

ورأى محلل سياسي مختص بالشأن الروسي عبد الفتاح أبو طاحون أن حلفاء النظام لن يقدموا للبلاد أية مساعدات بل على النقيض من ذلك هم يستنزفون البلاد ويعملون على توظيف ماتبقى لديها واستثماره لمصلحة انقاذ وضعهم الإقتصادي الذي يعاني أيضا من صعوبات

وقال ابو طاحون ..بالنسبة للنظام فهو يعمل باتجاه الضغط على الأهالي للحصول على ما يسند ضعفه وهو أقحم المؤسسة الدينية لهذه الغاية بزخم لم يكن سابقا بسبب خشيته من انفجار بين صفوف الموالين

ورأى المحلل الإقتصادي رضوان الدبس أنه لم يعد لدى النظام مايقدمه للروس بعد أن قدم لهم العقود طويلة الأجل ، ووصولوا إلى المياه الدافئة واقاموا قواعد لهم في سوريا وهي تقول للسوريين الآن تدبروا أموركم بأنفسكم .  

 وتفتح تطورات الأوضاع على صعيد الأزمة المعيشية الباب أمام احتمالات لما ستؤول إليه حال الأهالي مع إنهيار القيمة الشرائية للعملة السورية التي لامست في دمشق حاجز 3430 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، وازدياد أسعار المواد الأساسية وتفشي ظاهرة الإحتكار بينما يعكس  اقحام النظام المؤسسة الدينية في حلوله الأمنية صورة مقبلة تشير إلى أن الأوضاع آخذة بالتدهور وقد تخرج مطالب الأهالي من حالتها الإجتماعية إلى الجوانب السياسية ولا سيما أن النظام كان يعدهم طيلة السنوات الماضية بسنوات ازدهار بعد الانتهاء من الحرب ضد الارهاب .

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى