موسكو تفشل مساعي مجلس الأمن إصدار بيان مشترك حول سوريا
مصدر دبلوماسي: "دول الغرب أجمعت على التنديد بـ"فشل" المسار السياسي المعتمد لوضع حدّ للنزاع في سوريا".
فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل لاتفاق على بيان مشترك بشأن سوريا جراء تعنت روسيا عقب جلسة مغلقة أكد خلالها المبعوث الأممي إلى سوريا بفشل المسار السياسي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية، أمس الثلاثاء، إنّ روسيا، الداعم الأول للنظام عرقلت مراراً المفاوضات التي جرت للتوصّل إلى بيان مشترك.
وخلال الجلسة المغلقة، حث المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن أعضاء مجلس الأمن الدولي على توحيد موقفهم لكسر الجمود المسيطر على الملف السوري، مقراً “بفشل المسار السياسي”.
كما نقلت الوكالة عن دبلوماسيين اثنين، أن دول الغرب أجمعت على التنديد بـ”فشل” المسار السياسي المعتمد لوضع حدّ للنزاع في سوريا.
وقال أحد الدبلوماسيين، إنّ اللجنة الدستورية لم تحقّق شيئاً “خلال 18 شهراً”، متّهماً نظام الأسد بـ”المماطلة” بهدف الوصول إلى المأزق الراهن.
وعادة ما تكون جلسة مجلس الأمن الشهرية لبحث الملف السوري مفتوحة، إلا أن الأطراف اتفقت على جعلها مغلقة بعد فشل الجولة الأخيرة للجنة الدستورية.
وعقب الجلسة المغلقة، قال بيدرسون للصحافيين إنه “يجب تخطي انقسامات المجتمع الدولي الراهنة”، مؤكداً أن هناك “ضرورة لاعتماد دبلوماسية دولية بنّاءة بشأن سوريا. من دون ذلك، تبقى قليلة احتمالات تحقيق تقدم فعلي على المسار الدستوري”.
وأقرّ بيدرسون بأنّ الجولة الخامسة للجنة الدستورية، كانت “فرصة ضائعة” وشكّلت “خيبة أمل”.
وأوضح أنّ “البعض اقترح مواصلة العمل بالآلية نفسها، في حين طالب البعض الآخر بتغيير كامل لوتيرة الاجتماعات ولمددها وبوضع جدول زمني”.
واعتبر بيدرسون أنّ هناك “انعداماً للثقة ولنيّة التسوية كما للمساحة السياسية المتاحة للقيام بتسويات”، معرباً عن أمله بزيارة دمشق قريباً والمشاركة في الاجتماع المقبل لمجموعة أستانا المقرّر عقده في سوتشي الروسية.
ويأتي فشل مجلس الأمن في الاتفاق على بيان مشترك إزاء سوريا رغم المباحثات التي عقدها بيدرسون مع كبار مسؤولي الخارجية الروسية خلال الأيام الماضي.
واختتمت في 29 من كانون الثاني الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية دون أي تقدم، واكتفى المبعوث الأممي بوصف الجولة على أنها “مخيبة للآمال”، دون أن يلقي اللوم على وفد النظام.
وكانت هيئة التفاوض السورية انتقدت عدم تحديد الأمم المتحدة الجهة التي عطلت تلك الجولة.
كما طالب الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن المعارضة، هادي البحرة، المبعوث الأممي بوضع مجلس الأمن بصورة تعمد نظام الأسد إفشال أعمال اللجنة.
ويحاول كل من نظام الأسد وروسيا عرقلة جهود اللجنة الدستورية السورية بهدف تعطيل العملية السياسية وضمان بقاء بشار الأسد على رأس هرم السلطة.
وبدأت أعمال اللجنة الدستورية في تشرين الثاني 2019، باجتماعات في جنيف السويسرية، وتتألف اللجنة من 150 عضواً، بواقع 50 ممثلاً لكل من المعارضة والنظام والمجتمع المدني، ومن المنتظر أن تقوم بعملية إعادة صياغة الدستور السوري، تحت إشراف أممي.