هل تتحول موجة الإستياء من الأوضاع المعيشية إلى ثورة جياع؟
الانتقادات بدأت توجه لشعارات الصمود ولروسيا وإيران على الرغم من الاعتقالات
اتسعت موجة الاستياء على صفحات الفيس بوك داخل البلاد في الأيام الماضية احتجاجا على الأوضاع المعيشية التي يعيشها الأهالي بينما بدأت أول مواجهة بين أجهزة المخابرات وبين من ارتفعت أصواتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ، بحملة اعتقال طالت عددا منهم ، ووجهت إليهم تهمة إضعاف الشعور القومي وبث أخبار من شأنها أن توهن نفسية الأمة وذلك في محاولة للحيلولة دون تطور هذه الحالة إلى مطالب سياسية كما حدث مع بداية الثورة السورية في العام 2011
وتوقع محللون لراديو الكل إزدياد موجة الانتقادات والإنقسام بين النظام من جهة وبين الأهالي من جهة أخرى إلى حد ممكن أن يؤسس لثورة جياع قادمة ، ولكن في نفس الوقت فإن الحالة الآن ماتزال مختلفة عن الحراك الاحتجاجي السلمي في المظاهرات التي طالبت بالحرية والكرامة واسقاط النظام الاستبدادي بيد أنها لا مست في حد معين جوانب سياسية كانتقاد ركائز النظام من شعار الصمود الذي يستخدمه النظام لتبرير فساده ومهاجمة حلفاء النظام روسيا وإيران بسبب عدم مساعدتهم السوريين في أزمتهم المعيشية .
ولم تتوقف ردود فعل ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التعليقات وتميزت بأنها تحمل أسماء صريحة وعناوين واضحة أظهرت تحديا للضغوطات ، ما يؤشر الى أن حالة الاستياء بدت أقوى من قدرات النظام على الرغم من الإعتقالات والتخويف وارهاب الأهالي
وقال عبد الحميد عدنان وهو أحد الناشطين في فيديو نشره في صفحة الميزان التي يشرف عليها
ووجه وزير الزراعة السابق نور الدين منى المقيم في مدينة سلمية انتقادات حادة للنظام بسبب قيامه باعتقال ناشطين على فيس ومن بينهم الإعلامية هالة الجرف بسبب كتابة منشورات على فيس بوك .. وتساءل هل ضُبِطَ معها في محفظتها أو في سيارتها بضعة كيلو غرامات من الحشيش والهيروين
وتعد هالة الجرف من الإعلاميين الذين لطالما امتدحوا جيش النظام
وخرجت الفنانة منى واصف عن صمتها وقالت إن نسبة الفقر زادت جدا ونسبة السـرقات أصبحت كبيرة بسبب الحرب التي تمر بها البلاد، وأن دوام الحال من المحال.
وبعد الكشف عن اعتقال ثمانية أشخاص أصدرت وزارة داخلية النظام في بيان على فيس بوك هددت فيه أنها ستلاحق كل من يقدم على ارتكاب الأفعال التي يحكمها قانون الجريمة المعلوماتية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتبدو الموجة الاحتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي أنها تؤسس لمرحلة جديدة قد يتجاوز سقفها حالة التذمر من ازدياد تدهور الأوضاع المعيشية مع ظهور ملامح وعي حقيقة الفقر والجهات المتسببة به لدى الناشطين ما يعني بدء ترجمتها مواقف سياسية ، في وقت يحضر النظام فيه للانتخابات الرئاسية .
ويقول محمد كاظم هنداي مدير المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان النظام لا يتحمل أي انتقاد حتى من مؤيديه مشيرا إلى أن ما يحدث هو ثورة جياع بحسب تعبيره ..
ورأى الباحث الاقتصادي خالد تركاوي أن النظام الآن بات ضعيفا وهناك قوى وجماعات تتصارع فيما بينها لأسباب مادية ..
ووصف غزوان قرنفل مدير تجمع المحامين السوريين موجة الاعتقالات بأنها رسالة للمجتمع السوري بعدم السماح باتهام النظام
ذريعة الحرب ضد الارهاب انتهت وصحا الأهالي على واقع صادم بعد أن كان يعدهم النظام طيلة المدة الماضية بانفراج كبير إلا أن الأمر كان نقيض ذلك فازدادت الأوضاع سوءا بشكل لم يسبق له مثيلا مع عدم وجود أفق لوقف التدهور ما يعني أن الأيام القادمة قد تحمل تحولات ، مع وجود بعض التوقعات بأن النظام سيعمل على انفراج معيشي بسيط لامتصاص النقمة قبل تدحرجها إلى أبعد من الانتقادات خاصة أنه يحضر لانتخابات الرئاسة بعد بضعة أشهر .