الكشف عن خلية اغتيالات بدرعا يتزعمها عضو في “مجلس الشعب”
شاب اعترف بتكليفه باغتيال شخصين من مدينة جاسم
كشفت تحقيقات عقب محاولة اغتيال فاشلة عن خلية تدير عمليات تصفية واغتيالات في محافظة درعا يتزعمها عضو في ما “يسمى مجلس الشعب” التابع لنظام الأسد.
وقال تجمع أحرار حوران، عبر موقعه الإلكتروني أمس الأحد، إن عضو مجلس الشعب، فاروق الحمّادي، المنحدر من مدينة إنخل شمالي درعا، استدعى أحد أبناء مدينة جاسم إلى العاصمة دمشق لتكليفه بمهمة أمنيّة تستهدف بعض الشخصيات المعروفة بمواقفها الثورية وجهودها بمواجهة المشاريع الإيرانية والأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وأضاف التجمع، أن الشاب الذي استدعاه الحمادي للعاصمة دمشق صرّح (لم يذكر إلى أي جهة)، بأنّ الحمادي التقى به في منطقة صحنايا بريف دمشق، ثم توجها معاً إلى حي المهاجرين في العاصمة دمشق، وهناك كان ينتظرهم ضابط رفيع المستوى من الفرقة الرابعة، ومعه المدعو فايز الجاموس من مدينة دوما وقيادي سابق في فصيل جيش الأمة في الغوطة الشرقية سابقاً، بالإضافة لمازن حميدة ويعتقد أنه يتولى منصب رئيس خلية الأزمة.
وأوضح الشاب، أن النقاش دار في الاجتماع حول الشخصيات الثورية في المنطقة ومدينة جاسم تحديدًا، ثم طلبوا منه قتل اثنين من أصحاب الأسماء التي تم طرحها في الاجتماع.
وبحسب مصدر مطّلع على اعترافات الشاب، فإنّ الشخصية الأولى التي طُلب منه اغتيالها هي الشيخ عبد الله إسماعيل الحلقي الملقب بـ “أبو عاصم”، وهو عضو سابق في الهيئة الشرعيّة والمجلس المحلي في مدينة جاسم أثناء فترة سيطرة فصائل الجيش الحر عليها، غير أن الشاب رفض القيام بهذه العملية بحجة بُعد منزله عن الحي الذي يسكن فيه الحلقي.
كما طُلب من الشاب اغتيال وائل خليل الجلم، المعروف بـ”وائل الغبيني” وهو أحد العناصر السابقين في لواء فرسان الأبابيل التابع للجيش الحر.
وعرض المجتمعون عدة طرق لقتل الغبيني، منها تقديم دراجة نارية مفخخة أو جرة غاز مفخخة، أو عن طريق تقديم بندقية كلاشنكوف مطلية بمادة “الزرنيخ” المركّز القاتل، كما عرضوا تزويد الشاب بمادة منوّمة ليستطيع تسليم الغبيني لهم نائمًا، لكنه اقترح فكرة قتله عبر عبوة ناسفة، وطلب أن يوفروها له وهو ما أدى إلى ارتسام ملامح السرور على وجوه الحاضرين، وفق حديث الشاب.
وافق ضبّاط النظام الحاضرون على فكرة العملية وأخبروا الشاب أن يستلم العبوة من خلال مفرزة الأمن العسكري في مدينة نوى غربي درعا، وهناك تسلّم الشاب العبوة الناسفة بصندوق خضار كما خططوا، لكنه ذهب بها إلى ثوار مدينة جاسم وأعضاء لجنتها المركزية ليتم إبطال مفعولها وكشف خطة النظام.
وحول محاولة اغتيال الحلقي، قال التجمع أن المدعو فايز الجاموس وصل إلى مدينة جاسم في وقت سابق واستقبله فيها المدعو “سليمان محمد الحاج علي” والذي أمّن بدوره للجاموس منزلاً ليقيم فيه بهدف التخطيط لاغتيال الشيخ أبو عاصم الحلقي عبر زرع مجموعة عبوات ناسفة بمساعدة عدد من الأشخاص في المدينة.
بيد أن عناصر سابقين في فصائل المعارضة بمدينة جاسم تمكنوا وبإدارة اللجنة المركزية من تفكيك معظم العبوات التي زرعها عملاء النظام للشيخ أبو عاصم الحلقي بينما انفجرت عبوتان، يوم الجمعة 22 من كانون الثاني، أمام منزل أبو عاصم ما أسفر عن وقوع إصابتين في صفوف المدنيين.
وتشهد مدن وبلدات محافظة درعا بشكل متكرر عمليات اغتيال وتفجيرات تستهدف قادة سابقين في فصائل المعارضة ومدنيين وقوات النظام أيضاً.
ومطلع شباط الحالي، وثق تجمع “أحرار حوران” في تقرير 32 عملية ومحاولة اغتيال خلال شهر كانون الثاني الماضي، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً وإصابة 11 بجروح متفاوتة، ونجاة 4 آخرين من محاولات الاغتيال.
وبحسب التجمع، طالت الاغتيالات 7 مدنيين بينهم 4 متهمين بالعمل لصالح أجهزة النظام الأمنية، إضافة إلى مقتل 14 عنصراً سابقاً في فصائل المعارضة من بينهم خمسة عناصر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام عقب دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية”.
وتسود حالة من الفلتان الأمني محافظة درعا منذ سيطرة قوات النظام عليها، إذ تسجل المحافظة بشكل شبه يومي جرائم قتل وعمليات اغتيال تطال مدنيين وعسكريين.
وكانت قوات النظام سيطرت بدعم روسي على محافظة درعا في تموز عام 2018، وفرضت على فصائل المعارضة اتفاق تسوية أفضى إلى انضمام فصائل المعارضة إلى الفيلق الخامس المدعوم روسياً، فيما أُجبر الرافضون على الرحيل إلى الشمال المحرر.