“الشرق الأوسط”: داعش وراء عودة طوابير المحروقات إلى مناطق النظام
هل هجمات داعش في البادية السورية في الآونة الأخيرة أدت إلى عودة طوابير السيارات أمام محطات الوقود في مناطق سيطرة النظام؟
أرجعت صحيفة “الشرق الأوسط” عودة طوابير السيارات أمام محطات الوقود في المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام، إلى تزايد هجمات داعش على طرق البادية السورية، التي يستخدمها “القاطرجي” لإيصال النفط من شرقي سوريا إلى نظام الأسد.
وقالت الصحيفة نقلاً عن متابعين في دمشق، إن “السبب المباشر لتجدد أزمة البنزين والمازوت، هي ازدياد هجمات تنظيم داعش في البادية السورية وقطع طريق دمشق دير الزور، والهجوم على قوافل الوقود التابعة لشركة القاطرجي”.
وتشهد مناطق سيطرة النظام منذ بداية العام الحالي، أزمة خانقة بالوقود حيث تطول طوابير السيارات أمام محطات الوقود، في تجدد للأزمة التي تشهدها تلك المناطق بشكل مستمر آخرها الربع الأخير من العام الماضي.
ويحصل النظام على النفط من عدة مصادر تتجاوز العقوبات الأمريكية، حيث يصله النفط من إيران التي تمر بعدة ضغوطات اقتصادية وسياسية منها المصالحة الخليجية ما يجعل دعمها للنظام بالنفط صعباً، أما الطريق الثاني المعروف وهو من حقول شرق سوريا (80% من الحقول السورية هناك) من خلال القاطرجي.
وأزمة الوقود الحالية عادت بشكل سريع إلى الواجهة في سوريا مع بداية العام الحالي بعد اختفائها تدريجياً مع نهاية 2020، حيث تبنى داعش عدة هجمات ضد النظام في البادية السورية إحداها على رتل يضم صهاريج نفط في ريف حماة منذ بداية 2021.
كما أن النظام عمد إلى تقليل مخصصات المحافظات من الوقود بالأيام الماضية وكأنه يقول “لا حلول لدي” حيث اعتاد بالأزمات السابقة على اصطناع الحجج لرفع الأسعار والمناورة على المواطنين.
وأزمة الوقود ليست الأزمة الوحيدة التي يعايشها المدنيون في مناطق النظام، فهناك أزمة رغيف الخبز والكهرباء والأسعار وغيرها من الأزمات المعيشية الحساسة التي تهدد العيش.
وخلال الأشهر السابقة كان النظام يرجع أزماته الاقتصادية المتلاحقة إلى العقوبات الأمريكية، مدعياً أنها تستهدف المواطن السوري، في حين تؤكد واشنطن أنها تستهدف النظام والمتعاونين معه بهدف إجبارهم على القبول بحل سياسي ينهي الحرب في سوريا.
وتتزامن عودة هذه الأزمات إلى سوريا مع قرب “الانتخابات الرئاسية” المزعومة التي ينوي النظام إجراءها في نيسان القادم بمشاركة بشار الأسد وبمباركة روسية، فبحسب مراقبين يحاول النظام إشاعة أن داعش ما يزال موجوداً في سوريا بهدف إعطاء النظام شرعية جديدة في محاربته وإظهاره كمحارب للإرهاب.
كما أن ذلك يأتي قبل نحو 10 أيام من تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة بدلاً من دونالد ترامب، حيث يراهن النظام والروس على رفع العقوبات الأمريكية مع الإدارة الجديدة على الرغم من تأكيد مسؤولين أمريكيين أن سياسة بلادهم لن تتبدل تجاه سوريا مع بايدن.