الجيش الوطني لراديو الكل: التحرك شمالي عين عيسى كان “محدوداً”
الجيش الوطني السوري يعلق على تحركاته شمالي بلدة عين عيسى
أعلن الجيش الوطني السوري (المدعوم من تركيا)، أن التحركات العسكرية التي أجراها الليلة الماضية شمالي بلدة عين عيسى، التي تسيطر عليها الوحدات الكردية كانت “محدودة”.
وقال الناطق العسكري باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود، اليوم الجمعة، رداً على استفسار من راديو الكل حول سيطرة قواته على قريتين على المدخل الشمالي لعين عيسى الليلة الماضية، بالقول إنها كانت “عملية محددة لغايات تخدم هدفاً عسكرياً”.
ولم يدلِ حمود بتفاصيل أخرى، كما أنه لم يتحدث عن أي تحركات أخرى في المنطقة.
من جانبه، مراسل راديو الكل شرق الفرات قال اليوم، إن الجيش التركي استقدم تعزيزات عسكرية كبيرة إلى قرى “أبو خرزة” و”سلوم” و”رمانة” المقابلة لقريتي “الهوشان” و”الخالدية” المحاذية لطريق (M4) غربي عين عيسى، ومن ضمنها دبابات ومدافع ثقيلة وعربات وسيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة.
وكان مراسلنا أوضح أمس، أن الجيش الوطني سيطر ليلاً على قريتي المشيرفة والجهبل على المدخل الشمالي لبلدة عين عيسى شمالي الرقة، بعد اشتباكاتٍ عنيفة مع الوحدات الكردية خلفت قتلى وجرحى للأخير.
وأضاف نقلاً عن مصادر عسكرية بالجيش الوطني (رفضت كشف اسمها لأنها غير مخولة بالحديث للإعلام)، أن الجيش الوطني سيستقدم كاسحات ألغام لتمشيط القريتين وتثبيت نقاطه فيهما.
وأكد مراسلنا أن مدنيين اثنين قتلا في قرية الجهبل بسبب انفجار لغم أرضي زرعته الوحدات الكردية قبيل انسحابها من القرية.
من جانبه، قال مراسل راديو الكل في الرقة، إن عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية قُتل، وجرح 5 آخرون بالإضافة لعنصر من قوات النظام جراء الاشتباكات ليلاً، مؤكداً وصول الجرحى إلى مشفى عمر علوش في عين عيسى.
ونوه مراسلنا إلى أن الوحدات الكردية استقدمت تعزيزات تضم 30 عربة محملة بالعناصر إلى عين عيسى انطلاقاً من الفرقة 17 شمالي الرقة، بعد خروجها من المشيرفة والجهبل، في حين نزحت عائلات المسؤولين بتلك الوحدات من عين عيسى.
وحتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش التركي، وكذلك الوحدات الكردية على هذه التطورات حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
من جانبها، روسيا التي دخلت على خط التوتر في بلدة عين عيسى قبل أيام بإنشاء ثلاث نقاط عسكرية تحيط البلدة بالاتفاق مع النظام والوحدات الكردية، أكد مراسلنا في الرقة بأن الروس انسحبوا من تلك النقاط واتجهوا ليلاً إلى داخل قاعدة اللواء 93 شمالي الرقة.
وتعتبر عين عيسى منطقة استراتيجية للقوى المنتشرة شرقي نهر الفرات، إذ إنها تعتبر نقطة وصل رئيسية وعقدة مواصلات بين الحسكة والرقة على الطريق الدولي “إم فور”، كما أنها النقطة الأهم من الناحية العسكرية للدفاع عن مدينة الرقة.
وتستخدم الوحدات الكردية المدينة وريفها للقيام بعمليات استفزاز واستهداف لمنطقة “نبع السلام”، التي سيطر عليها الجيشان الوطني السوري والتركي أواخر العام الماضي، إذ يوجد فيها أنفاق تستخدم لتمرير المتفجرات، بحسب ما قاله مراسلنا بالمنطقة.
وهددت تركيا أكثر من مرة بشن عمل عسكري في المنطقة ضد تلك الوحدات آخرها منتصف الشهر الماضي، حيث أكدت عزمها القضاء على التنظيمات الإرهابية، كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال بداية الشهر ذاته إن قوات بلاده ستقوم بتطهير أوكار الإرهاب في سوريا إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة.
وتحاول الوحدات الكردية بشكل مستمر التسلل إلى المناطق المحررة سواءً “نبع السلام” أو “درع الفرات” أو “غصن الزيتون”، كما ينسب لها القيام بتفجير مفخخات بين المدنيين والعسكريين في هذه المناطق.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية زاد تحرش هذه الوحدات بالمناطق المحررة، كما أن دولاً مثل أمريكا وروسيا لم تفِ بتعهداتها في إبعادها عن حدود مناطق عدة شرقي الفرات التي تم الاتفاق عليها آواخر عام 2019 عقب إطلاق تركيا عملية “نبع السلام” مع الجيش الوطني السوري.