الصراعات الكردية تنتقل إلى سوريا.. إحراق مكاتب أحزاب كردية مقربة من أربيل بمناطق “الإدارة الذاتية”
استهدف مسلحون مجهولون يعتقد بانتمائهم إلى الوحدات الكردية مزيداً من مقرات ومكاتب الأحزاب الكردية المقربة من حكومة كردستان، وذلك في انعكاس على الأرض السورية لحالة التوتر والاشتباكات التي يشهدها إقليم كردستان بين إدارة الإقليم وحزب العمال الكردستاني التركي الذي ينشط عناصره في مناطق داخل الإقليم.
وقال مراسل راديو الكل شرق نهر الفرات اليوم الأربعاء، 16 من كانون الأول، إن مسلحين ملثمين يعتقد بأنهم عناصر من حزب العمال الكردستاني هاجموا الليلة الماضية مقر حزب التغيير الديمقراطي الكردي، في مدينة الحسكة، بعد ساعات من استهداف مكتب حزب الوحدة الديمقراطي الكردي.
وأضاف أن المسلحين ألقوا قنابل صوتية داخل مكتب الحزب دون وقوع إصابات، في حين ضربت القوى الأمنية طوقا حول المكان دون إلقاء القبض على أي أحد رغم وجود عشرات الكاميرات في المنطقة.
بدوره حمل المجلس الوطني الكردي في بيان اليوم الوحدات الكردية متمثلة بتنظيم “ب ي د” مسؤولية ما يجري من استهداف لمقرات الأحزاب الكردية، متهما الجهات الفاعلة بمحاولة تقويض الحوار الكردي -الكردي في سوريا.
وقال المجلس في بيان عبر موقعه الإلكتروني إن “مسلسل حرق مكاتب المجلس الوطني الكردي ومكاتب أحزابه يتواصل رغم إدانة واستنكار العديد من القوى والأحزاب الصديقة ومن أبناء شعبنا الكردي”.
وأضاف البيان “أقدمت المجموعات المسلحة التابعة لأجهزة أمن “ب ي د” مرة أخرى على حرق مكتب حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي) العضو في المجلس والاعتداء على مكتب حزب يكيتي الكردستاني في كوباني (عين عرب) بزجاجات حارقة، وبذلك تؤكد هذه الجهات بأعمالها استهداف التقارب الكردي والمساعي التي تبذل في هذا الاتجاه”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن المجلس الوطني الكردي تعرض مكتب حزب الوحدة الديمقراطي للحرق والتفجير في القامشلي وذلك بعد تعرض مكاتب عدد من أحزاب المجلس لاعتداءات وحرائق في عامودا والدرباسية وعين العرب والحسكة.
وتأتي الاعتداءات على مقرات الأحزاب الكردية المقربة من إقليم كردستان امتداداً لحالة التوتر التي يعيشها الإقليم بين قواته (البشمركة) ومسلحي حزب العمال الكردستاني التركي الذي يمتلك معسكرات تدريب شمال العراق ويتخذ من المنطقة نقطة انطلاق لعملياته في تركيا.
وخلال الأيام الماضية، دارت اشتباكات بين قوات الإقليم (البشمركة) وقوات حزب العمال الكردستاني في عدة مناطق داخل الإقليم ولاسيما في محافظة دهوك ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
كما أعلن وكيل وزارة البيشمركة سربست لزكين، اليوم اندلاع مواجهات بين قوات البيشمركة ومسلحين من حزب العمال الكردستاني،عند الحدود السورية.
وقال لزكين، إن قوة من تنظيم “ب ي د” قامت بالهجوم على إحدى نقاط قوات البشمركة في المنطقة، بطريقةٍ وحشية مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، من البيكيسي 22 ملم والدوشكا وآر بي جي، واستمر القتال لأكثر من ساعة ونصف، واضطرت قوات البشمركة للدفاع عن أنفسهم، كما حاولت قوة “ب ي د” الاستيلاء على نقطة البشمركة، لكنها لم تتمكن من تحقيق هدفها، وعادت خاسرة إلى الحدود السورية”.
وكان مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل تنظيم “ب ي د” عمودها الفقري، قال في تغريدة على تويتر الثلاثاء إن “الهجمات التي تشنها حكومة الإقليم على مقاتلي حزب العمال الكردستاني تدعو للخجل وتضر بمكاسب القضية الكردية”، داعياً إلى وقف تلك الهجمات وحل المشاكل بالحوار”.