عودة الاشتباكات إلى محور عين عيسى والقوات الروسية تتخذ موقع المتفرج
دارت اشتباكات مجدداً بين الجيش الوطني السوري والوحدات الكردية في محيط عين عيسى شمالي الرقة، فيما اتخذت القوات الروسية موقف المتفرج رغم انتشارها في نقاط بالمنطقة مؤخراً.
وأفاد مراسل راديو الكل شرق نهر الفرات، مساء أمس الأحد، 13 من كانون الأول، باندلاع اشتباكات وقصف متبادل بين الجيش الوطني والوحدات الكردية بمحيط بلدة عين عيسى شمالي الرقة.
وأوضح أن الجيش الوطني قصف بالمدفعية الثقيلة محور قرية المعلك وكازية الاتحادية شمالي عين عيسى على طريق الدولي “M 4”.
كما أطلق الجيش التركي قذائف مضيئة في سماء مخيم عين عيسى سابقاً وعاود استهدافه بالمدفعية، فيما بدا أنه رد على محاولات مجموعة من الوحدات الكردية التسلل ليلاً إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني، ما يفسر إطلاق القنابل المضيئة في سماء المخيم.
من جانبها، قصفت الوحدات الكردية بالمدفعية الثقيلة مواقع الجيش الوطني قرب صوامع الشركراك وقرية فارس شمالي عين عيسى، بينما لم تتخذ القوات الروسية أي إجراء لوقف الاشتباكات.
ويأتي التصعيد بين الجانبين بعد أيام من اتفاق قوات سوريا الديمقراطية والقوات الروسية على إقامة نقاط مشتركة على أطراف بلدة عين عيسى، لقطع الطريق أمام أي عملية عسكرية تركية في المنطقة.
ومساء السبت، أفادت مصادر محلية وأخرى من الوحدات الكردية لمراسل راديو الكل في الرقة، بأن الجيش الوطني استهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، في منطقة مخيم عين عيسى سابقاً، وقرى الهوشان وأبو صرة والخالدية المطلة على الطريق الدولي “M 4” والأطراف الشمالية لبلدة عين عيسى.
وأكدت المصادر، أن الاستنفار العسكري لا يزال سيد الموقف في منطقة عين عيسى، في ظل وصول تعزيزات لقوات سوريا الديمقراطية من مدينة الرقة، والتزام الروس الحياد في نقاطهم وقواعدهم.
والأربعاء الماضي، نقلت وكالة “هاوار” المقربة من الوحدات الكردية، عن المجلس العسكري لتل أبيض قوله في مؤتمر صحفي: “إنه تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا والنظام، يقضي بنشر 3 نقاط مراقبة مشتركة شرق عين عيسى وغربها وشمالها على الطريق الدولي”.
وبحسب مراسلنا في المنطقة، انتشرت قوات مشتركة من الأطراف الثلاثة داخل النقاط المشتركة غير أن العلم الروسي فقط من رُفع عليها.
وتشهد خطوط التماس في محيط بلدة عين عيسى منذ أسابيع توتراً وقصفاً واشتباكات بين الجيش الوطني والوحدات الكردية، ووفقاً لمراسلنا باتت البلدة شبه خالية من الأهالي، جراء حركة النزوح التي نشطت خلال الأيام الأخيرة، نتيجة التصعيد العسكري.
ويتهم الجيش الوطني الوحدات الكردية بشن عمليات تسلل ضد مناطق سيطرته شرق الفرات، كما يحمل تلك الوحدات مسؤولية عشرات التفجيرات والسيارات المفخخة التي ضربت منطقة عملية “نبع السلام” خلال الأشهر الماضية وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا وتتلقى دعماً عسكرياً ومادياً من قوات التحالف الدولي، كما وتحتكر الوحدات الكردية السيطرة على جميع موارد المنطقة.
وتتهم تلك القوات والإدارة الذاتية التابعة لها بإقصاء المكونات الأخرى في المنطقة، وإقصاء الأحزاب الكردية المعارضة لها كذلك.
وكانت وزارة الدفاع التركية لوّحت في 15 من تشرين الثاني الماضي، بإطلاق عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في شمالي سوريا، مؤكدة عزمها القضاء على التنظيمات الإرهابية، وذلك بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش الوطني السوري والوحدات الكردية في محيط منطقة عملية “نبع السلام”.